بَرمٌ بالشباب..! - محمد مهدي الجواهري

برِمْتُ بريَعانِ هذا الشبابِ
تخارَسَ في الفجرِ صدّاحُهُ

وجاء خِضَمَّ الحياةِ الرهيب
وكفَّ عن الجدفِ ملاَّحه

برمتُ فليتَ الرد ى عاصفٌ
بهذا الشباب فيجتاحه

أموتُ وجهدُ الحياةِ اللذيذ
تطوفُ بعينيَّ أشباحه

تُهدهِدُ روحيَ أمساؤه
وتُنعشُ نفسيَ أصباحه

أموتُ وبي ظمأ للشَّجا
تهُبُّ فتعصِفُ أرياحه

فماليْ وللعيشِ لا تُستثارُ
بنار التحرُّقِ أطماحه

وماليْ وللموتِ إن لم ترِفَّ
عليَّ من الحُزن أفراحه

سيُطربُني وقعُ زحفِ السنين
بسرِّ الحياةِ ، وعُمقِ القِدَمْ

وتفتحُ عينيَّ سُودُ الدياجي
يُنوِّر منها بريقُ الألم

ستُلهِبُني عاصفاتُ الرِّياح
فقد ملَّ سمعي وئيدَ النَّسم

أرى الموتَ نبعَ الحياةِ الجميلَ
إذا خَضَبته الليالي بدم

وعن وهَج الكأس كأسِ الوجود
تُترجِمُ عيناي سرَّ العدم

ألذُّ عناقَ ظِلالِ الحياةِ
تخالَطَ فيها سرورٌ بهم !

ولا أعرِفُ النومَ حتى ترِفَّ
على جانبيهِ نُسورُ الحُلُم

يُصافِقُ منها الجناحُ الجناحَ
وتُوشِكُ من زحمةٍ ترتَطِم

ولم أدر ما يقظةٌ لا تُثارُ
عواصفُها برهيب النَّغم !