عند الوداع - محمد مهدي الجواهري

الله يصحب بالسلام مودِّعي
عجِلاً وإن أخنى عليَّ بِعادهُ

شُدَّتْ على شَعْبِ القلوب رحالُهُ
وَجْداً ، وفاضت بالدُّموع مَزاده

وميمِّمٍ " بغدادَ" كادت حسرة
منها عليه تؤمه بغداده

حسبُ " الفرات " شجىٍ فراقكُمُله
وكفى بدجلةَ انكم وُرّاده

قولوا لمن هذا القريض ؟ يسّرني
ما قلتمُ إن راقَكم إنشاده

وإذا قست تلك القلوبُ فردّدوا
أبياتَه ليلينَها تَرداده

وإذا جرى ذكري فقولوا شاعرٌ يجري على طرف اللسان فؤاده

ماذا عليكم أن يُسَيِّرباسمكم
شعري ، وتهفو نحوكم نُشَّاده

شعرٌ يَجئ به الجمالُ مكرِّراً
منه الجميلَ متى يكون نَفاده

لا أشتهي هزجَ المغنّي في الهوى
ما لم تُجَسَّ بذكركم أعواده