زائري في ليلة صيف - فواغي صقر القاسمي

لماذا رجعت حبيبي إليّ
و أيقظت جُرحا ً عميقا ً لديا

و فجرت كل حنين السنين
و شوقا ً تحجرَ في مقلتيا

فكيف تخون عهود الوفاء
و تفضحُ سرًّا دفينا ً خفيا

حبيبي, نأينا و لوعة حب
تمادت لدَيْنا و جارَتْ عليا

وهاج الحنين بذكرى ليال
رشفنا زلال الغرام سويّا

نصلي بمحراب دنيا الهيام
ويُطْوَى الزمانُ بلُقْياك طيا

و تأخذنا سكرة من مدام
ترقرق فوق الثنايا نديا

لنصحوَ بعد انقضاء اللهيب
و قد عادت الروح شيا ً فشيا

ونحيا إلى الملتقى بانتظار
و يسريَ نهرُ الوصال سريّا

و لكن أقدار هذا الزمان
تخبئ في الغيب أمرا ً عتيا

ليغدو كلانا رهين حياة
يخبئ جرحا ً و دمعا ًعصيا

وفي ذات يوم تلمست قربي
حنانا ً دفيئا ً و صوتا ً شجيا

يعانق كل مجامع روحي
فتسبح فوق مدار الثريا

فأشعر بالبشر ِ يغمر قلبي
ويملأ كلَّ الحنايا دويا

مددت يديّ لأنظر ماذا
فأبصرت روحك في راحتيا

فذابت جوارح نفسيَ لمّا
تسللت بين الضلوع نجيا

تعيد شجون ليال ِ الغرام
وتأتي كعهدك صبّا ً شقيا

ترقرق دمعيَ من فرط شوق ً
طفقت أجففه بيديا

ويصرخ عمري ببعدك حبي
لعمرك إنيَّ ما عدت حيا

وعادت إلى الرشد نفسيَ لمّا
رأيت الوسادة تغرق ريّا

لأصحوَ من حلم ليلة صيف
أعاد إلي الزمان القصيا

ويرحل حلميَ من مقلتيّ
ويقضي الزمان بجورٍ عليا

فأيقنت أن حياتي هباء
بغير وصالك لم تَكُ شيا

وأسألُ روحيَ يا ذات روحي
لماذا حبيبي رجعت إليا؟!