كبرياء - نازك الملائكة

لا تسلني عن سرّ أدمعي الحرّ
ى فبعض الأسرار يأبى الوضوحا

بعضها يؤثرالحياة وراء ال
حسّ لغزا وإن يكن مجروحا

***

بعضها إن كشفته يستحل حّب
ا مهانا يموت موتا حزينا

بعضها بعضها تكّبر أن يك
شف عما وراءه أو يبينا

***

ومئات الأسرار تكمن في دم
عة حزن تلوح في مقلتين

ومئات الألغاز في سكتة ته
تزّ خلف انطباقة الشفتين

***

وعيون وراء أهدابها أش
باح يأس في حيرة وانكسار

تؤثر الظلّ والظلام ارتياعا
من ضياء يبوح بالأسرار

***

وقلوب تضمّ أشلاءها فو
ق جراح وأدمع وذهول

تؤثر الموت كبرياء ولا تنط
ق بالسرّ بالرجاء الخجول

***

وشفاه تموت ظمآى ولا تس
أل أين الرحيق ؟ أين الكأس ؟

ونفوس تحسّ أعمق إحسا
س وتبدو كأنها لا تحس

***

وأكفّ تودّ لو مزّقت لو
قتلت لو تمرّدت في جنون

لو رأتها الحياة قالت : هدوء
وادع في براءة وسكون

***

لو رأتها ماذا ترى ؟ كلّ شيء
مغرق خلف داكنات السّتور

ألف ستر وألف ظلّ من الكب
ت عميق وألف قيد ونير

***

لا تسلني لا تجرح السرّ في نف
سي ولا تمح كبرياء سكوتي

لو تكلمت كان في كلّ لفظ
قبر حلم وفجر جرح مميت

***

لو تكلمت كيف ترتعش الأش
عار حزنا .وترتمي في عياء

لو كشفت السرّ العميق فماذا
يتبقى مني سوى الأشلاء ؟

***

لو تكلمت رعشة في حياتي
وكياني تلحّ أن أتكلم

وسكوتي العميق يكتم أنفا
سي وقلبي يكاد أن يتحطّم

***

لو تكلمت لو سكتّ نداءا
ن عميقان كالحياة استعارا

تتلاقى عليهما كلّ أسرا
ري فأبقى شعرا وحبّا ونارا

***

وتظلّ الحياة تخلق من وج
هي قناعا صلدا يفيض رياءا

جامدا باردا أصمّا ويخفي
بعض شيء سّميته كبرياء