مأساة الحيـاة - نازك الملائكة

(نسخة 1945)

أيها الراهب الذي يقطع العم
ر وحيدا في كوخه المكفهر

هات حدثني العشية عما
عند دنياك من نعيم وبشر

حدثوني عنكم فقالوا حياة
من نعيم وأنفس من نقاء

عجبا أين ما يقولون؟مالي
لا أرى غير حيرة الأشقياء

ما الذي عندكم من البشر والاف
راح ماذا يا أيتها الزاهدونا

ليس إلا عمر يمر حزينا
يتهاوى كآبة وسكونا

(نسخة 1950)

شيدوها من كل لفتة شوق
في العيون الحبيسة المحرومه

وسقوا أرضها الجديبة من بر
كان تلك العواطف المكتومه

وحموها من أن تغازلها الشم
س بألوانها ولين شذاها

وأبوا أن يلامس القمر المن
فعل الضوء في المساء دجاها

وتمنوا ألا تمر بها ري
ح عبيرية الصدى والنشيد

فشفاه الرياح تكمن فيها
قبل عذبة وذكرى خدود

وتمنوا أن يقفل الليل عيني
ه وتخبو نجومه السحرية

فعيون النجوم تغوي باهدأ
ب حريرية الرؤى القمرية

(نسخة 1965)

أيها الراهب الذي يقطع العم
ر وحيدا في في غرفة منسية

ليس يدري دفء المودة في عي
نين في قر ليلة شتوية

حدثوني عنكم فقالوا ضياء
وكؤوس من الشذى روحية

وسموا إلى الذرى الطاهرات ال
بيض فوق الرغائب البشرية

عجبا أين ما سمعت هنا شو
ونار وأعين مفتونة

وهوى قيدوه عطشان محرو
فأين السلام أين السكينة