عروق خامدة - نازك الملائكة

يا حبّ لم تبق لنا ذكرى
لم يطوها الموت

كان لنا ماض وقد مرّا
ولّفه الصمت

سراب لا شيئين, لا معنى
لا لفظ لا ظلاّ

تدفعنا الآهات والأحزان
وما لنا مأوى

نبكي فلا تحنو علينا يد
بربتة من حنان

نحن هنا اللاأمس واللاغد
نحن هنا اللاكيان

شفاهنا لحم بلا لحن
وروحنا أشلاء

ونلتقي فتسكت النجوى
وتكتم الأنفاس

وتلتقي الكّفان أين الرغاب
ورعشة الأشواق ؟

أصابع ميتّة الأعصاب
ليس لها أعماق

الشرق فيها أسود الآفاق
ويلهث الغرب

وأذرع صمّاء كالأحجار
فارقها الشوق

ونلتقي ينقصنا شيء
شيء وراء الروح

شفاهنا ينكرها الضوء
وليلنا مجروح

يعزّ أن تجمعنا الأيام
وبيننا الأمس

وبيننا هاوية الذكرى
تقذف بالأشباح

وأذرع صمّاء كالأحجار
فارقها الشوق

جامدة لو لامستها النار
لم يستفق عرق

ونلتقي ينقصنا شيء
شيء وراء الروح

شفاهنا ينكرها الضوء
وليلنا مجروح

ونلتقي تفصلنا آلام
وأدمع خرس

يعزّ أن تجمعنا الأيام
وبيننا الأمس

وبيننا هاوية الذكرى
تقذف بالأشباح

سدى أريد الضفّة الأخرى
قد غرق الملاّح