همسات القدر - وحيد خيون

اُخفي جراحاً من ليالي الكدرْ
وصورة ً من عشَراتِ الصُورْ

جاءتْ وقد بتّ ُ الى خدِّها
أرنو وقد طالت ثواني النظـرْ

كالشمس ِ حيناً ساحرٌ نورُها
حيناً تـُلاقيني بوجهِ القمـــرْ

نفسي تقاضتْ حبّـَـها وارعوى
في حبِّـها جسمي وحتى البَصرْ

وكنتُ في يومٍ لها كارهــاً
وناظراً لها بعيْن ٍ شــــــــــزرْ

أما وأني الانَ أحبَبْـتـُــــها
حُبــّاً خـَلا منهُ جميعُ البشــرْ

أشكو لعينيها فلم تكترثْ
وخاطري في شبكاتِ الخطــرْ

أرى بعينيها اخضرارَ الشـّجرْ
وفي ثناياها هديرُ البحَــــــــرْ

كأنّ أسواراً بَنَتْ بينــــــــنا
في هذهِ اللحظةِ أيدي القـــدَرْ

شقراءُ مِثلُ الصبح ِ في وجهـِها
تسَتـّرَتْ عني سِتارَ السّـــفـَرْ

إنْ غابتْ الليلَ أبـِـتْ باكياً
فكيف لو غابتْ علينا الدهـــرْ ؟

تمشي كساعاتي اذا جئنـَني
يبكينَ لي من خـطـَواتِ الشـّـهرْ

يا خافِتَ الصوتِ ألا تتقي
قتلي ؟ فانّ القتلَ لا يُغــتــفرْ

ماءٌ على نورٍ على وردةٍ
فيها بياضٌ من بياض ِ القمَرْ

فيها ليال ٍ من ليالي الشـِّـتا
ونفحة ٌ من نفحاتِ السّـحَــرْ

شِفاهُها وردٌ نديّ ٌ على
سحابةٍ من نفثاتِ الزّهـــــرْ

فوجهـُها سِحرٌ على رِقـّةٍ
وقلبُها من صفحاتِ الصّـخرْ

صوتٌ شجيّ ٌ ناعسٌ غارقٌ
حلوٌ حزينٌ فيهِ لحنُ الوَتـَـــرْ

وحُبّـُنا في العنفوان ِ الذي
تِسْعُ ليال ٍ عمْرُهُ في شهـَــــرْ

أُفكـّرُ الليلَ بميــــــعادِنا
تأخذني طوراً وتأتي الفِــكــرْ

عنوانـُنا الماضي وأطيافـُنا
ما غاب عنها في الغيابِ الأثـَرْ