صدفة ولحن قديم - وحيد خيون

صدفة ً كانَ تلاقينا العجيبْ
واستهَلّتْ بهجة ٌ في داخل ِ القلبِ الكئيبْ
كانَ مكتوباً علينا ...
أنْ يشقَّ الحبُّ قلبَيْنا .....
ومن ثمَّ الفراقْ
وانتهى عمري احتراقاً في احتراقْ
كان مكتوباً علينا أنْ نعيشَ العمرَ أحزاناً
بآفاق ِ السنينْ
وضياعاً ينطوي تحتَ كياني
لحطامٍ من أمانينا و للدهرِ الحزينْ
صدفةً في ذلكَ العامِ ِ التقينا
ثمَّ طار الحبُّ ُ من بينِ ِ يديْنا
كنتُ أحكي لكِ عن ناري وعن كلِّ عذابي
وتركتُ النفسَ في كفيْكِ والدنيا وأنغامَ شبابي
كلُّ َحين ٍ لي مناجاةٌ ودمعٌ ونداءْ
كلُّ َ حين ٍ لي زُحاماتٌ من الأحزانِ ِ تبكي لضياءْ
قـَزَعُ الحبِّ تناءى وأنا منتظرٌ يومَ اللقاءْ
أيعودُ الزمنُ الشاردُ والحبُّ ُالقديمْ ؟
كلما حرَّكتِ الأيامُ أغصاني وأشجاني النسيمْ
قد تذكّرتُ حماماتِ الوداعْ
وارتديتُ الأبدَ الباكي قناعْ
دورةً صارتْ ليالينا وغطّاها الرمادْ
رحلَ الصُّبحُ إلى غيرِ بلادْ
حوَّلَ الدهرُ أمانينا ضباباً و رذاذا
هذهِ طعنتـُـكِ العمياءُ في صدري
وهذا الجرحُ هذا
أنسيتِ العهدَ إذ كنّا معاً أم تذكرينْ ؟
وأنا أُطبِقُ أنفاسي على اللحنِ ِالحنينْ
وأنا أقرعُ بابَ الدارِ في تلكَ الليالي
وتُحَيِّيني يداكِ الخاشعاتْ
ليسَ إلاّ ونعاسُ الكلماتْ
وكثيراً كان فيما بيننا الحبُّ و أسرارُ الحياة ْ
بعدَ هذا كيف يَسْلاكِِ خيالي ؟
بعدَ هذا كيف لا أبكي على تلكَ الليالي ؟
إنّهُ حالي السَّقيمْ
حنَّ للّحن ِ القديمْ
أقبلَ الليلُ البهيمْ
هدأتْ أصواتُ كلِّ العالمينْ
وأنا صوتي الحزينْ
لم يزَلْ يهتفُ في ليل ٍ ويزدادُ الصياحْ
أينَ يا محبوبتي الأيامُ قادتكِ ودوراتُ الرياحْ ؟
هو عامٌ مرَّ من دون ِ صباحْ
هو عامٌ مُثقلٌ عامُ الرحيلْ
هو عامٌ إنّما كانَ خُرافيّاً طويلْ
فيهِ قد مَرَّتْ سرابيلٌ من الذكرى
على قلبي المقطَّعْ
لستُ أدري
لستُ أسمَعْ
آه ......... ما هذا السكونْ ؟
إنني ما زلتُ أستقصي بوديان ِ الجنونْ
أتخطّى فوقَ حبّاتِ الرمالْ
أرقبُ الليلَ وأضواءَ الهلالْ
وهدوءُ الليل ِ يَرثينا طويلاً وطويلْ
فتناسَيْنا كثيراً وتذكَّرْنا قليلْ
وتوقفنا على جسرِ الرحيلْ
غادرَ الجسرُ بنا مِليَوْنَ ميلْ
كبُرَتْ ما بيننا تلكَ المسافاتُ القريبهْ
وتقولُ الناسُ قد صرتِ إلى غيري حبيبهْ
ربَّما هذا صحيحْ
ربَّما يفعلُها حظّي القبيحْ
أنتِ يا قاتلتي الأولى ويا حُبِّي الأخيرْ
إسْمَعِيني قبلَ أنْ تـُسْمِعَـكِ الناسُ الكثيرْ
هيَ شكوى أتحرّاها إلى أمرٍ خطيرْ
ربّما نائمة ٌُ أنتِ وقد طارَ بدُنياكِ السريرْ
أصبحَ العالمُ غدّاراً لديكْ
وثبَ الإعصارُ من صَبّ ٍ عليكْ
هيَ شكوى فاسْمَعِيها
هيَ روحٌ فاقتليها
أتعبَتني سفنُ الماضي ودوراتُ السنينْ
ضيَّعَتْني صُوَرُ الدنيا وأجراسُ الحنينْ
صدفة ً أحسستُ أنّي في روابيها وحيدْ
صدفة ً أحسستُ أني ........
شبحُ البُعدِ وأسرارُ البعيدْ
كنتُ أدري أنها دنيا النهاياتِ الحزينهْ
بعدما صرنا أكاذيباً وكلّ ٌ في مدينهْ
بعدما صرنا سحاباً في سماءْ
أتظنّينَ غداً فيهِ لقاءْ
مضتِ الأيامُ أسفاراً وأصبَحْنا حكايهْ
قِصَّة ُ الحُبِّ التي ما بيننا
كانَ أحلى كلِّ ما فيها النهايهْ