رسالة جنون - وحيد خيون

أطولُ الصّمْتِ أم طولُ الغِيا َبِ
أحَـبّ ُ اليــكَ مِنْ هذا العــذابِ

نعيتُ أحِبّـتي دهــــراً لأني
يئسْتُ من الإيابِ مــعَ الغِيابِ

وعمري لم يزلْ عشرينَ عاماً
وقد ولـّى على صغـــرٍ شبابي

أجوبُ الأرضَ والوديانَ سعياً
لرؤياكـــم وأنتـــم كالسّــــرابِ

جلستُ ولستُ أُحرجُ من صديق ٍ
وإنْ أضحــى يزيدُ عليّ ما بي

تخاطبُني الجبالُ و كنتُ طفلاً
فمــا لي في مخاطبةِ الرّوابي

جرى جُلّ ُ الحبائبِ في ذهابٍ
ويجري العمرُ في سُفُن ِ الذهابِ

فكم من فرصةٍ ضاعــتْ لدينا
وقد مـــرّتْ بنـــا مَرَّ السِّـحابِ

لقد شقـّتْ نبالُ الدهرِ قـلبي
فهــلْ أخشى مُــلادغة َ الذبابِ

شكوتُ طوالَ بُعْدِكَ عُدْ لنفسي
فقد عللتُ نفســـي في اكتِئابِ

عذرتـُكَ ثم عدتَ الى قتـــال ٍ
وبعدَ العُـــذرِ تنزيــلُ العِـقابِ

وما الدّنيـــا من الإدبـــارِ إلاّ
بمنزلةِ السطــورِ من الكتابِ

فقــد أصبحتَ يوماً ذا ثيابٍ
فضاجعتَ المســاءَ بلا ثِيابِ

وقد عمّرتَ دارَكَ في صباح ٍ
فأمسَتْ منكَ تقبعُ بالخــرابِ

إذا ما مرّ بي منكم رســولٌ
يرى لا شخصَ لي لولا خِطابي