لا تخلطِي الأوراقْ - وحيد خيون

لا تخلطِي الأوراقْ
كيفَ أكونُ عاشِقاً وكيفَ لا أشتاق ْ
كيفَ أكونُ بشراً
ومِثلَ أيِّ نعْجَةٍ أُذبَحُ أو اُسَاقْ
كيفَ أكونُ سِلعَة ً
تباعُ مِثلَ التبْغ ِ في الأسواقْ
كيفَ وكيفَ إنها أسْئِلة ٌ ...
جوابُهاَ سَهْلٌ ولكنّ السُؤالَ لا يُطاقْ
كيفَ أكونُ صورة ً تباعُ في الأسْواقْ
كيفَ أكونُ صورة ًمطبوعة ً
على الجدارِ
والسِتارِ
والخِمارِ
والأسْوارِ
والدولارِ
والدينارِ والأطباقْ
كيفَ أكونُ نغمة ً تضرِبُها الطبُولُ والأبواقْ
كيفَ أكونُ عاجزاً حتى عن ِ التفكيرِ بالفِراقْ
لا تخلطي الأوراقَ يا حبيبَتي
لا تخلطوا الأوراقَ يا أحبابْ
فلمْ يَعُدْ يحمِلُ هذا الزَخمَ مِنْ أوراقِنا كِتابْ
ولمْ نعُدْ نعرِفُ ما أخطاؤُنا ...
ولم يَعُدْ يُهمّنا الصَوابْ
ولم نعُدْ نحْتمِلُ الصِّعابَ والعذابَ والإرْهابْ
ولم نعُدْ نحْتمِلُ النقدَ ولا العِتابْ
فيَالهُ عذابْ
كيفَ أكونُ صورة ً تُلصَقُ بالأبوابْ
تحْمِلها الأسودُ والقرودُ والذئابُ والكِلابْ
يحْمِلها الصادِقُ والعاقِلُ والجاهِلُ والكذابْ
يحمِلها الرجالُ أو يحمِلها العِقالْ
يحمِلها النِعالُ أو يدوسُها النِعالْ
كيفَ أكونُ لعْبَة ً تلهو بها الأطفالْ
كيفَ أكونُ ذهَباً ...
ولم أكنْ مُغيّباً في عالم ِ الرِّمالْ
ما لكَ يا غسِيلنا وهذهِ الأشكالْ ؟
اعْتدْتَ يا غسِيلنا أنْ لا تجِفّ َ أبداً ...
إلاّ على الحِبالْ
هل تعرِفينَ أينَ صارَ جوهرُ السّؤالْ ؟
لا تخلطي الأوراقْ
فلا مَجَالَ للهوى في هذهِ الأنفاقْ
قدْ فرّجَ اللهُ لنا
فما عرَفنا قدْ رَنا
والصدْرُ مِنا ضاقْ
ما بينَ أشواقي أنا وهذهِ الأسْواقْ
سِعْرٌ كبيرٌ كلهُ حِبْرٌ على أوراقْ
كيفَ أكونُ عاشِقاً وكيفَ لا أشتاقْ
لا تخْلطي الأوراقْ