ساعات تحت النار - وحيد خيون

متى بربِّـكِ يا شقراءُ نـتـّـفقُ
فا لعمرُ عرّجَ والساعاتُ تحترقُ

لو تعلمينَ بما أُخفيهِ من علـَـل ٍ
لــَكانَ أجهدَكِ التعليلُ والقلـَـــــقُ

ضعفٌ ألــَمَّ بنفسي في حقيقتِها
والصبرُ يحملُها والبعدُ والحُـرقُ

لا قلبَ عندي ولا خِلّ ٌ يؤانِسُني
إلا العيونُ التي أبلى بها الأرقُ

إنَّ البداية َ قد كانت نهايـــَــتَنا
وفي النهايةِ يا شقراءُ نفتـــــرقُ

كم من حبيبٍ عزمنا أن نفارقـَهُ
وحاسدٍ حينما ألقاكِ يخْــتـَـنِــقُ

أهوى الظلامَ وأخشى أن يفارقـَني
لأنّ وجهَـــكِ بـــدرٌ فيهِ يأتـــلقُ

تبكي الكواكبُ من حُبٍّ لطلعتِها
فاجْـلـُسْ إلى أنْ تراها أيها الأُ فقُ

باتتْ وبتـنا على بعدٍ نخاطبُها
وإنْ مَشـَيـْـنا لبعض ٍ طالت الطرقُ

إلى متى وفيافي الهجر ِ عاذلتي
يبقى من النفس ِ ينعى هجرَكِ الرمقُ

مالي وثقتُ بدهرٍ لا أمانَ لهُ
وكنتُ في أهل ِ هذا الدهرِ لا أثــقُ

قصيرة ٌ كالرياحين ِ التي نبتتْ
وفاضَ منها أريجٌ طــيِّــبٌ عبـِــــقُ

هي الهناءُ وهذا الأسمُ منسَجمٌ
بمثلـِها وعليها الأسمُ ينـــــــــطبقُ

عهدٌُ علينا اذا مالدهرُ فرّ قـَنا
تبقى القلوبُ إذا الأجسامُ تفتـــــرقُ

ستقرأُ الناسُ أوراقي وتذكرُني
ولو أموتُ سيبقى الحبرُ والورقُ

ولي بكلِّ زمان ٍ ألفُ قافلــةٍ
لو متُّ تأتي لتنعاني و تنـــــطــلقُ

أُراقبُ العمرَ من حبّ ٍ لرُؤيتِها
وتستطيرُ أسىًَ روحي وتحتــــرقُ

سحرٌ لها كلما أمعنتُ رؤيَتــَهُ
وجدتــُهُ عُـمُقاً في عمقِهِ عُمُـــــقُ