غريبٌ على أبوابِ العيدِ - وحيد خيون

بَيْنِي وبينَكِ ألفُ عامْ
جُزُرٌ و وديانٌ كشعرِكِ من ظلامْ
أحبَبْتُ قربَكِ والرياحُ تصُدُّ ما حَمَلَ الكلامْ
حتى الرسالةَ َ والسلامْ ........
فمتى ستجمَعُنا السنونَ وأينَ يجمَعُنا الزمانْ ؟
الشمسُ ..... أقربُ لي مكانْ
والبدرُ ..... أقربُ لي مكانْ
وأراكِ أبعدَ منهما عني وأقربَ للخيالْ
إنّي رأيـتـُـكِ والمحالْ
والملتقى بكِ لا يكونُ سِوى سَرابْ
ودَّعْـتـِني فوجدتُ خاتِمَتِي عذابْ
ما ذا وهبتِ سوى الدموعْ ؟
ما ذا أخذتُ سوى ترابْ ؟
سأعودُ وحدي للدموع ِ وللضياع ِ بلا حبيبْ
سأعودُ للمُدُن ِ الحزينةِ .... للنحيبْ
وأعيشُ عمري في انتظارْ
و إلامَ ينتظرُ الغريبْ ؟
وأُسرِّحُ النظراتِ في عمُق ِ الدروبْ
حتى يقولَ لي الغروبْ .......
أ يذوبُ عمرُكَ في انتِظارْ ؟
قدْ مرَّ يا هذا القِطارْ
فأعودُ أعتنِقُ البكاءْ
وأمدُّ كفِّي للنجوم ِ فلا نجومَ ولا سماءْ
إني خُلِقتُ لكي أموتَ بلا حبيبْ
فلِمَنْ سينتظِرُ الغريبْ ؟
أ تعودُ في العيدِ القريبْ ؟
أ غداً تعودْ ؟
إني لأَحلـُمُ أنْ تعودْ
وا لهفتاهُ إلى غدي
سيكونُ أمّا مَقتلِي أو مَوْلِدي
وأتى غدي .... عيداً يلـُفُّ ليَ الضبابْ
يرمي إليَّ دَمَ السِّنينَ مِن الصِّبا ومِن الشبابْ
ألعيدُ أنتَ أم العذابْ ؟
قدْ كنتُ منتظراً جوابْ
أ فلا جوابَ ولا كتابَ ولا بطاقهْ ؟
أعلى التي أحبَبْتُها حتى البطاقة ُ لا تهونْ ؟
إنْ كان ذلكَ لا يكونْ
ماذا سيهدي الغائبونَ سوى رساله ؟
أ أكونُ أرخصَ من رساله ؟
هيَ غايتي ويلاهُ هل هذا كثيرْ ؟
هيَ غايتي ... فمتى يحاسِبُـكِ الضميرْ ؟
ومتى سيذكُرُ قلبُـكِ الناسي حبيبَهْ ؟
هلاّ أكونُ أنا حبيبَهْ ؟
ومِن الزقاقاتِ الحزينةِ والكثيفةِ والقريبَهْ
أنْسَلُّ كالأضواءِ من مدُنِ ِ السوادْ
أنسابُ حتى في الرقادِ إليكِ يا أغلى حبيبهْ
وأعودُ كالوادي المكلّل ِ بالدموع ِ وبالأنينْ
من عالَم ٍ هو أنتِ يا أبدي الحزينْ
إنّي سأبقى في انتظارِكِ في الطريق ِ مدى السنينْ
حتّى يُذكـِّـرَكِ الزمانُ وربَّما لا تذكرينْ
فأعيشُ عمري للضياعْ
إني لأَكرهُ أنْ أقولَ لكِ الوداعْ
ولَرُبَّما هذا الوداعُ هوَ الأخيرْ
واغربتاهُ ... متى يحاسِبُكِ الضميرْ ؟