بعض الذي ضاع - وحيد خيون

أتيتُ مُسْتَفسِراً نسرينُ عن حالي
يدورُ كلّ ُ الذي قلناهُ في بالي

كنا نُمَزّقُ أوراقاً على مَضَض ٍ
ونكتَفي بوقوفٍ عِندَ مِرْسال ِ

لطالما بتّ ُ في بغدادَ مُنْفَجِراً
وطالما سَحَقَتْ عيناكِ أوصالي

ماعادَ بيتٌ من الشطريْن ِ يشفعُ لي
وقد تلاشتْ بطول ِ الوقتِ أعمالي

في كلِّ يوم ٍ لنا مرسى ننامُ بهِ
لقد مللْتُ متاهاتي و ترحالي

عشرونَ عاماً ولا طيْرٌ يُقاسِمُني
خُبْزَ المنافي ولا العصفورُ أصغى لي

وهل أنا وحدي النائي بصارِيَتي
مُضيِّعُ الوقتِ لا جافٍ ولا سالي

أرثيكِ من شمعةٍ تَهْدِينني طرُقي
وتُحرِقينَ فراشاتي وآمالي

ما عادَ لي بعدَ هذا الشوطِ مِنْ أُفُق ٍ
فأقربُ الناس ِ لم يَثْبُتْ بغِربال ِ

لا تعْشَقي جَسَداً يمشي على ورَق ٍ
وهَيْكلا ً مِنْ عناوين ٍ وأقوال ِ

الهمّ ُ يخرُجُ منْ عيني على سُبُل ٍ
لهُ على الوجهِ تِجْوالٌ بِتِجْوال ِ

مسافة ٌ هيَ أمْشيها بلا أمَل ٍ
عُقْبى لكِ النومُ ما طالتْ وعُقبى لي

مَلَلْتُ نسرينُ,لا سَلوى تُهَوِّنُ لي
مَوْتِي, ولا الرّوحُ قد عادتْ بتِمثال ِ

ولا تقولينَ شيئا ً أسْتَعيدُ بهِ
بعضَ الذي ضاعَ بينَ الجُنْدِ والوالي

أرثيكِ من شمعةٍ تَهْدِينني طرُقي
وتُحرِقينَ فراشاتي وآمالي

حتى أخي خانَ يا نسرينُ في وجَعي
لمّا وقعتُ و لمّا خانني خالي

ما عادَ لي بعدَ هذا الشوطِ مِنْ أُفُق ٍ
فأقربُ الناس ِ لم يَثْبُتْ بغِربال ِ

لا توهِميني فما أضحى بعافِيَتي
ما يشتهي الداءُ مِنْ نَضْوٍ بأسْمال ِ

لا تعْشَقي جَسَداً يمشي على ورَق ٍ
وهَيْكلا ً مِنْ عناوين ٍ وأقوال ِ

أغْدُو بمُفتاح ِ أبوابٍ مُغلّقةٍ
وثُمّ أرجعُ مقفولا ً بأقفال ِ

الهمّ ُ يخرُجُ منْ عيني على سُبُل ٍ
لهُ على الوجهِ تِجْوالٌ بِتِجْوال ِ

مسافة ٌ بينَ أوقاتٍ أُعانِقُها
على النجوم ِ وأوقاتٍ بأوْحَال ِ

مسافة ٌ هيَ أمْشيها بلا أمَل ٍ
عُقْبى لكِ النومُ ما طالتْ وعُقبى لي

أمشي ورِجلايَ تمشي عكسَ وِجْهَتِنا
شبْرا ً بشبرٍ وأميالا ً بأمْيال ِ

مَلَلْتُ نسرينُ,لا سَلوى تُهَوِّنُ لي
مَوْتِي, ولا الرّوحُ قد عادتْ بتِمثال ِ

مَلَلْتُ نسرينُ,أنْ أجْري بلا خطَرٍ
تموتُ نصْبَ عيوني كلّ ُ أبْطالي

ولا تقولينَ شيئا ً أسْتَعيدُ بهِ
بعضَ الذي ضاعَ بينَ الجُنْدِ والوالي

مَلَلتُ نسرينُ,مَلّ َ القلبُ,مَلّ َ دَمِي
أتَحْسَبينَ وحيدا ً قلْبُهُ آلي ؟