صوت الوجود - وحيد خيون

وفقدتـُها
وأنا أعاني من قساوةِ ألفِ جرح ٍ أو يزيدْ
أتذكـّرُ الماضي البعيدْ ...
أبكي أحنُّ إليكِ أعرفُ أنّ قربَكِ مستحيلْ
من فوقِنا ... من تحتِنا ومن الامامْ
موجٌ تكرّسَ من رحيلْ
إني أطيرُ إليكِ من ألمي
ولقد تطايرَ كالرذاذِ دَمِي
أجتاحُ أوهامي إليكِ وضجَّ من عدمي
صوتُ الوجودِ وثارَ حرماني
وذكرتـُها والذكرياتُ لديّ أطولُ ماتكونْ
يا ليتَ مَن لا يعرفونْ
عرَفوا بأنكِ أنتِ عنواني
أغتالُ أوهامي وأقتلُ بعضَ وجداني
ولقد ذكرتـُكِ ألفَ عام ٍ ثم عدتُ بلا جناحْ
ظلّ الغمامُ يدورُ فوقي والرياحُ هي الرياحْ
لم أدر ِ ما ذنبي أدورُ بلا مدارْ
و تـُعسْعِسُ الأيامُ حتى لا سبيلَ إلى النهارْ
وفقدتـُها وأنا غريبْ
والأهلُ غابوا والديارُ هناكَ تندبُ بالنحيبْ
والعمرُ ضاعَ ولا طريقَ إلى الوجودْ
لو كنتُ أقدِرُ أن أعودَ لِمَنْ افكـِّرُ أن أعودْ ؟
إني أحِبُّكِ والطريقُ إلى وداعْ
أهواكِ من أزل ٍ وأعرفُ أنّ خاتِمَتي الضياعْ
البردُ والشمسُ البعيدةُ عن مداري
بعدٌ وهذا البعدُ من دستورِ حبّي واختياري
فإلى متى تتعذ ّبينْ ؟
وأنا الذي أشعَلتُ ناري
وإلى متى تتغرّبينْ ؟
وأنا الذي غادرتُ داري
ولقدْ بكيتُ لها وطالَ توجّـُعي
وتزيدُ آلامي هنا وتطولُ
والهجرُ كنتُ أُريدُهُ ولقد جرى
فإذا بقلبي للقاءِ يجــــولُ
سأبثُّ مافي داخلي من وحشةٍ
لو كان يحمِلـُهُ إليكِ رسولُ
قد طالَ بُعْدُكِ والديارُ بعيدة ٌُ
وأنا على نارِ الهوى محمولُ
وقصدتُ إنجيلَ الهوى فتلوتـُهُ
وإذا لكلِّ متيّم ٍ إنجيـــــــــلُ
ويطولُ صمتي والهواجسُ تستحيلُ إلى نداءْ
ألماً وحرماناً وطيفاً ليس إلا واشتهاءْ
مرّتْ بنا الأحلامُ والزَمنُ السريعْ
لم يبقَ دونَ قبورِ أحلامي سوى الأمل ِ الصريعْ