ساعتان مع الغروب - وحيد خيون

وذكرتُ يا (مثلايَ) وجهكِ حينَ قابَلـَني الغروبْ
أمسَكـْتُ أوراقي وكادتْ مهجتي الحيرى تذوبْ
وذكرتـُها والشمسُ في الأُفق ِ البعيدْ
ناديتُ يا (مثلايَ) يا وطني الفقيدْ
الطيرُ يعجزُ عن وصولِكِ والبريدْ
إني أراكِ من النساءِ وأنتِ لستِ من النساءْ
لولا يُمانعُني الحياءُ لضجّ قلبي بالبكاءْ
لم يبقَ لي الاّ الدموعْ
ليلٌ تـُداعبُهُ الشموعْ
أيلومُني أحدٌ إذا سمِعَ الأنينْ ؟
واذا كتبتُ على الزمان ِ.... أنا حزينْ
قد ضاعَ مني كلّ ُ شئ ٍ ...
دارُ اللقاءاتِ الحبيبةِ والحبيبة ُ والسنينْ
وتباعَدَتْ رُسُلُ الحبيبْ
وفقدْتُ أحلى الأُمنياتِ وصرتُ في الدنيا غريبْ
لم أدْرِ من أينَ الطريقُ وأينَ أنوي الإتجاهْ
واضيعتاهُ .. ..
وطالَ في الدنيا غيابُكِ واغترابي
ومن النجوم ِ نزلتُ أبحثُ عن كتابي
في كلِّ ظالمةٍ لعلّ هناكَ ملجأَ من عذابي
فوجدتـُها وكشفتُ عن عِللي
وبكيتُ من لهفي على أملي
في ساعةٍ أحسستُ بعد ضياعِها ...
أني أودّعُ ألفَ عامْ
حتى سكوتـُكِ كانَ أروعَ من كلامْ
ودّعتـُكِ الامس القريبَ وعشتُ في الدنيا وحيدْ
ستعودُ أحزاني اليّ وأنتِ في أمدٍ بعيدْ
أشتاقُ أنْ أبكي أمامَكِ من همومي
رحلَ الجميعُ وأنتِ جالِسَـة ٌ فقومي
عودي اليّ أنا وحيدْ
أنا الغريبُ أنا البعيدْ
عودي فقد رحلَ الجميعُ وبتّ ُ وحدي
وفقدتُ عنوانَ الوجودِ وتاهَ رُشدي
وإذا بعابرةٍ تمرّ ُ عليّ تقرعُ بابَ حزني
لاقيتها وبدأتُ أبعدُ عن خطاها
ناشدتـُها مَنْ أنتِ ؟ فاحتضنتْ نداها
ناديتُ عودي يا (امتثالُ) فأنتِ أبعدُ من مداها
هيَ ساعتان ِ وبعدَها لا نلتقي
والشمسُ تجنحُ دائِماً لغيابِ
تتسارعُ الأيامُ حتى جاءني
نبأُ الفراق ِ وجفوة ُ الأحبابِ
ستطولُ بعدَكِ رحلتي وتشرّدي
وتطولُ بعدَكِ أدمُعي وعذابي
ملأ الأنينُ جوانحي وخواطري
ولقد طويتُ على الهموم ِ كتابي
هي ساعتان ِ وترحلينَ لِمَا وراءَ النائياتِ من الروابي
هي ساعتان ِ وتعرفينْ ....
أني أموتُ إذا فقدتـُكِ يا حياتي
هي ساعتان ِ وتعرفينَ ...
بأنّ بُعْـدَكِ قد يقودُ الى مماتي
شقراءُ أنتِ دمِي المسافرُ والحزينْ
هيَ ساعتان ِ و تعرفينْ