فوضى أقانيم الرياح - فواغي صقر القاسمي

،
اسكب في موقد الخطيئة ضجيج السيئات
كي يشتعل غفرانها السقيم
و يتناثر هشيمها الأسود على سفوح الكلمات الخاوية
وأكتب بلادة التقويم الشاحب على سبائك المـدر
و اجعلها قرصك الدائر في كل أحجية
اتلو عليها تعاويذ الريح النؤوج
ارتق ِ سلالم الفتنة واحدة واحدة
تمهل كي لا تتعثر بذيل احتضارك !
صاحب الصدى فلا يرتد زعيقه يخترق أرجاءك
و اجعل للصواعق شطآن الترفيه لتستحم بذبذبات السكينة
وتستر عريها بألوانها الداكنة
دحرج السؤال المر على مهاوي التيه ،
و لا تلتفت إليه
ويمم حضورك شطر التآويل الغامضة
واجه جمهرة الأخيلة الساحرة ،
و انحر أمامها خراف المواجهات العصية
قسم الفصول على الجهات التسعين
و أكتب لها أقانيم الرياح
و لتكن الفوضى أنشودتها المقدسة و قيثارها الرجيم
وهمهمات الليل تربك ذنوبها ،
فترتب أرصفة الأفول الصامتة
لن تستهزئ الشمس بعد اليوم ببلادة الظلام
أو حياء النجوم
ولن يعلو نقيق ضفادع البرك الآسنة على سقسقات العنادل
،
يا أيتها الروح البائسة ،
شرعي سواقيك الحزينة بوجه الريح
و اصلبي دلائك الكئيبة على أخشاب الريبة
نقبي في بواطن الغيب عن رؤيتك المغبرة
أغرقي أكف رؤاك ِ في حمرة الشفق
وخضبيها بزعفران الغروب
ثم اقرأي صلواتك المهيبة على حشود التائهين ،
و اقيمي قداس النشوة في هيكل الصعود
خطي بسهام حقيقتك
مزامير الرغبة على شواهد المستحيل ،
زخرفيها بشظايا البرََد المتهافت فوق مدارج التهويل
و ادفئيها بصقيع النعاس المتكسر من أجفان الآلهة
روضي نفورك الجامح بقطع من سكّر العرفان
و اصمتي قليلا قبل أن يثور صخب آلائك
و ترتعد قيامة انتشائك
ارشفي أقانيم الرياح رشفة رشفة
وحاذري رجفة الكؤوس!
احزمي دروبك في حقائب العبور
أحيطيها بتعاويذك الصاهدة
و اخلدي إلى يقين صنيعك
،
رافقتك الريح !