حتى لو نموت معا - وحيد خيون

وقفتُ والفاقِدُ الأحبابَ لا يقِفُ
مُودِّعــاً ونِياطُ القلبِ ترتجِفُ

رغمَ اختِلافِ نواحينا برُمّتِها
لم نختلِفْ وعروقُ القلـْبِ تختلِفُ

ونحنُ فيها وإنْ خِفـْنا نهايَتـَنا
كدْنا لبعض ٍ بهذا الحُبِّ نعترِفُ

وقفتُ والروحُ تجري خلفكِ انطلقـَتْ
مالي وقفتُ أنا .. والروحُ لا تقفُ

قالوا تطيّرتَ فاخرُجْ من منازِلِنا
واذهب اليها ففيها للهوى طرَفُ

تفرّقَ الجمعُ من حولي وهم سَندِي
لكِ انصرَفتُ وهم عني قد انصرَفوا

أنا بكلِّ أسىً أنعاكِ موحِشـَتي
وإنني لـَضَعيفُ القلبِ أعترِفُ

قالتْ لقد عُدْتَ كالصِبيان ِ تعشقـُها
قد اقترفتَ الذي الصبيانُ تقترِفُ

وأنتَ هذا أمامي إنما جسَدٌ
تمامُ روحِكَ في بغدادَ تلتحِفُ

إنْ كانَ هذا كتاباً كيفَ أجحَدُهُ
أو صِدفة ً فاعذريني إنها الصِدَفُ

قالتْ فخـُذ ْها وفارِقـْني لمَلعبـِها
وسَرّني أنْ يكونَ الآنَ لي هدَفُ

إني إذا رحتُ معصوماً لعاصِمَةٍ
أصبحتُ سَهواً الى بغدادَ أنعَطِفُ

ياليتني ذقتُ طعمَ النوم ِ يا وطني
ومِن شفاهِ التي أحبَبْتُ أرْتشِفُ

لنْ ينحَني الرأسُ حتى لو نموتَ معاً
مِتـْنا جِياعاً وما راقتْ لنا الجِيَفُ

إنْ أقبلـَتْ عادتْ الأيامُ ضاحِكة ً
أو أدبَرتْ راحتْ الأقمارُ تنكسِفُ

يا أجملَ النخل ِ ضـُمّي بُلبُلاً غرِداً
فلستُ مِمّنْ عليهِ يصعُبُ السّعَفُ

لا تترُكيني بلا مرسى ولا جُرُفٍ
قضيتُ عمريَ لا مرسى ولا جُرُفُ

وما بوجهِكَ مُصْفـَرّ ٌ ومُنكسِرٌ
ذاوٍ .. وها أنتَ مُذ فارقتـَها دَنِفُ

إنْ كانَ هذا كتاباً كيفَ أجحَدُهُ
أو صِدفة ً فاعذريني إنها الصِدَفُ

كنا صِغاراً ولم نجنـَحْ لمَعصِيَةٍ
فكيفَ بعدَ بلوغ ِ العقل ِ ننحرِفُ؟

قالتْ فخـُذ ْها وفارِقـْني لمَلعبـِها
وسَرّني أنْ يكونَ الآنَ لي هدَفُ

يامَنْ بحُبِّـكِ قدْ ساؤوا الى شرَفي
وإنّ حُبّـَكِ حتى الموتِ لي شرَفُ

إني إذا رحتُ معصوماً لعاصِمَةٍ
أصبحتُ سَهواً الى بغدادَ أنعَطِفُ

حتى الذينَ رأوْا مني مجامَلـة ً
يستنكرونَ وعندي الشوقُ والشـَغفُ

ياليتني ذقتُ طعمَ النوم ِ يا وطني
ومِن شفاهِ التي أحبَبْتُ أرْتشِفُ

حقيقتان ِ إذنْ .. أمّـا أكونُ لها
أو أنْ يراني صريعاً بعدكِ النجفُ

لنْ ينحَني الرأسُ حتى لو نموتَ معاً
مِتـْنا جِياعاً وما راقتْ لنا الجِيَفُ

هذي رَنا أيّها الجاثي على قفـَصي
في أيِّ شئ ٍ معي فيها ستخـْتـَلِفُ

إنْ أقبلـَتْ عادتْ الأيامُ ضاحِكة ً
أو أدبَرتْ راحتْ الأقمارُ تنكسِفُ

إذا تكشـّـفتْ الأسنانُ من فمِها
كادَتْ لها أعقدُ الأسرارِ تنكشِفُ

يا أجملَ النخل ِ ضـُمّي بُلبُلاً غرِداً
فلستُ مِمّنْ عليهِ يصعُبُ السّعَفُ

لقدْ تذوّقتُ من أعذاقِها رُطباً
كلّ ُ النساءِ بعيني بعدَها حشـَفُ

لا تترُكيني بلا مرسى ولا جُرُفٍ
قضيتُ عمريَ لا مرسى ولا جُرُفُ