نسيب - يحيى السماوي

ضامٍ وَكَوْثَرُةُ النَّسيبُ
أَيَبلُّ ظَمآناً لهيبُ؟ (1)

يحدو بِهَوْدَجِهِ الضَياعُ
ولا عشيرٌ أو حبيبُ

غَفَتِ البدورُ وأَيْقَظَتْ
شتى من العَثَرِ الدروب

مُتشابهانِ بمقلتيهِ
طلوعُ شمسٍ والمَغيبُ

يصبو لـ «ليلى في العراقِ
مريضةٌ» فهو الصَّبيبُ

شَدَّ الرِحالَ عن الفراتِ
فَشَدَّ خضرتَهُ الشحوبُ

مُتَوَهِّما أَنَ الطريقَ
إلى جنائنِهِ رحيبُ

كرَّتْ عليه الموحشاتُ
العُسْرُ تقفوها الخطوبُ

يبكي «الشمالُ» بمقلتيهِما
ويندبُ الحالَ «الجنوبُ»

أنْ يَمُدَّ يداً الى
القيثارِ ينتفضُ النحيبُ

يُشجيه صوتُ الأبعدينَ
وَيَسْتَبيهِ العندليبُ

أَضْناهُ قولُ الأقربينَ
غداةَ حاصَرَهُ الوجيبُ

دَعْ للزمانِ بني الزمانِ
فإنَّ أذرعَهُ تنوبُ

أَطْفِىءْ حريقَكَ بالرحيقِ
به سَتَنْدَملُ الندوبُ

وانْهَلْ من الينبوعِ ما
تسقيه حسناءٌ طروبُ

أَمْ قَدْ رَغِبْتَ عن «الجَواز»
وَزَمَّ مُقْلَتَكَ «الوجوبُ»؟

غابَ الشبابُ سوى حُثا
لتِهِ .. فأَقْدِمْ يا غريبُ

وَيْحي! أيمنحني الوئامَ
خَناً وتُصْبيني الذنوبُ؟

خمري إذا جُنَّ المساءُ
الحلمُ... والأجفانُ كوبُ