صوتك مزماري - يحيى السماوي
دجَّنَ أفعى الحزنِ في حديقتي
                                                                    فأغتسلتْ بالعطرِ أزهاري . .
                                                                    صوتُكِ يا أنيستي
                                                                    حَبْلٌ من النور
                                                                    نشرت فوقه قميصَ أسراري . . .
                                                                    وصفحةٌ ضوئيةٌ
                                                                    كتبتُ في سطورها أَعَفَّ أشعاري . . .
                                                                    وبُرْدَةٌ عشبيةٌ
                                                                    تَدَثَّر القلبُ بها
                                                                    فلم يَعُدْ يخافُ من بردٍ وإعصارِ . .
                                                                    صوتُك صار ملمحاً مني
                                                                    فما سمعتُهُ
                                                                    إلا وأضْحَتْ غيمةً من ألقٍ داري
                                                                    يُثْملني من دونما خطيئةٍ
                                                                    فيسكرُ الصحو على نافذتي
                                                                    يزرعني ترتيلةً في حقلِ قيثاري . . .
                                                                    صوتك كان أوَّلَ الماشينَ
                                                                    في جنازة اليأسِ الذي
                                                                    أَثْكلَ مشواري . . .
                                                                    وأوّلُ المسافرين بيْ إلى
                                                                    ممالكِ الريحانِ والغارِ. . .
                                                                    هَذَّبَني . . .
                                                                    أقامَ جِسرَ أُلفةٍ بين فراشاتي
                                                                    وبين الريحِ والنارِ . . .
                                                                    زُخّي على مسامعي لحونك العذراءَ
                                                                    كي تنبضَ أوتاري . . .
                                                                    عشرةُ أعوامٍ
                                                                    وما زلتُ على بابِ هواكِ صائماً
                                                                    متى إذن موعدُ إفطاري؟
                                                                    عشرةُ أعوامٍ
                                                                    وما زلتُ على تلَّةِ عمري ساهراً
                                                                    مرتقباً
                                                                    هلال وجهِكِ الذي لوَّنَ أفكاري . . .
                                                                    بالماءِ والنارِ . .
                                                                    عشرةُ أعوامٍ
                                                                    وما مرَّ على بَريَّتي موسمُ أمطارِ . .
                                                                    وها أنا
                                                                    أحفر بالأضلاع وادي الشوقِ
                                                                    علَّ صخرةً تزفُّ ليْ
                                                                    بشارة النبعِ لأشجاري