نزق - يحيى السماوي

وَتَسْأَلني التي اصْطَبَحَتْ
بخمرةِ وجهِها الحَدَقُ
ولي من صبرِها الصوفيِّ مُغْتَبَقُ
لماذا لا يَفوحُ الرَّنْدُ
إلاَّ حين يحترقُ؟
وليس يَشعُّ إلاَّ من سواد مِدادِهِ
الوَرَقُ؟
وهل لهزيعنِا غَسَقُ؟
أَمِ النَزَقُ اصطفاكَ
فأنت مُخْتلِفٌ مع البلوى
وَمُتَّفِقُ؟
***
أجلْ..
لمّا يزلْ بيْ ذلك النَزَقُ..
أرى بحراً
فَيُغْويني بهِ الغَرَقُ
ومضماراً... فأَنْطَلِقُ
وَيُغْريني الطريقُ الصَّعْبُ
مفتوناً بما قَدْ خَبّأت طُرُقُ
وأَجْنَحُ للهيبِ
بِرُغْمِ علمي أنني وَرَقُ
يُحَرِّضُني على خَدَرِ النُعاسِ السُهْدُ
والرَهَقُ
وَيُقْلِقُني -
إذا ما مَرَّ بي في غربتي
صبحٌ ولا قَلَقُ
وأنَّ الليلَ لا هَمٌّ..
ولا أَرَقُ
فَطولُ إقامةٍ
في غيرِ دار أَرومتي
حَمَقُ!