ليس قنوطاً - يحيى السماوي

جالسٌ على صخرةِ الحاضر...
قلبي يُطبق بنبضه على الماضي البعيد
وعيناي تُحدِّقانِ بالغد!
لكل الصحارى غزلانُها البريّةُ
إلاّ صحراء عينيّ...
لكل البساتين عصافيرها
إلاّ البساتين عصافيرها
إلاّ بستان قلبي...
أتَطلَّعُ في المرايا كي أتأكد
من أنَّ شراعَ الرأس
لا يزال منتصباً على سارية الرقبة!
لستُ بالمستريب، لكن الفصول قد دارتْ
على غير ما تشتهي الأرضُ...
الارض التي دارتْ
على غير ما تشتهي الشمسُ...
الشمس التي يَتَّهمها الظلاميون
بالتضامن مع صباحاتنا!
لستُ بالأخرس...
فأنا أتحدث معهم بالإشارات
خشية أنْ تكشفَ رطانتي و«لُكْنَةُ لساني»
عن عِقالي وكوفيتي
في مدنٍ تحكمها «القلنسوة»!
ما فائدة أن أفهم العالم كله
إذا كنتُ أجهل نفسي؟
سأبقى أصرخ كالملدوغ، واشرقاه
كلما وقفتُ على أبوابِ سفارةٍ
مستجدياًً السماح لناقة روحي
باجتياز عتبة رصيفٍ اسفلتي...
أصرخ كالملدوغ، وافراتاه
كلما حاصرني العطش وعزفت روحي عن الرحيق...
أصرخ كالملدوغ، واوطناه
كلما أثارتِ الريحُ الايديولوجيةُ
غباراَ فتنةٍ طائفية
وكالملدوغ، أصرخ الآن بوجه الجنرالات:
أطلقوا سراح يمامات حبوري
عشبة شعرية
خَصمانِ ما بَرَحا على زَعَلِ:"
جفنُ السهادِ وَمِرْوَدُ الجَذَلِ
ما أنْ تضوعَ زهورُ أخيلتي
حتى يسوطُ ذبولُها مُقَلي
فَأَفُّر من يومي يُطاردني
رُمحانِ من لَوْمٍ ومن خَجَلِ!
لو كنتُ معتصماً بحبلِ هدىً
لا ناقتي ضاعتْ ولا جَمَلي