لهؤلاء أهدي التحية والسلام - يحيى السماوي
للطفلِ يحبو فوقَ أرصفةِ الكلامْ . . .
                                                                    للأُمِّ وَهْيَ تَزِقُّهُ بمكارمِ الأخلاقِ . .
                                                                    للأَبِ عائداً بِحصادِ ساعدِهِ الحلالِ
                                                                    مُعَطَّراً بِنَدى الجبينِ . . .
                                                                    وللينابيعِ . . . البساتينِ . . . الحَمامْ . . .
                                                                    لِعَصاً تَوَكَّأَها العجوزُ . .
                                                                    لفارسٍ كبَت الصروفُ بهِ فقامْ
                                                                    للحُرِّ يأْنَفُ أَنْ يُضيمَ – وإنْ بِمُشْتَجَرٍ -
                                                                    ويأْبى أَنْ يُضامْ. . .
                                                                    للصُّبْحِ يغسلُ بالضياءِ الدربَ
                                                                    من وَحْلِ الظلامْ . . .
                                                                    لِلَّيلِ ينسجُ من حريرِ نسيمِهِ
                                                                    بُرَدَ المَسَرَّةِ للنِيامْ . . .
                                                                    للنهرِ والناعورِ . . للمحراثِ . . .
                                                                    للوَتَدِ الذي شَدَّ الخِيامْ . . .
                                                                    لَغَزالةٍ بَرِّيَّةٍ أَنِسَتْ بها الصحراءُ . .
                                                                    للراعي . . الرَّبابةِ . . للخُزامْ . . .
                                                                    ولِذائِدٍ عن ظبيةِ القلبِ المُتَيَّمِ
                                                                    بالصلاةِ وبالصيامْ
                                                                    وَشّى بِتِبْرِ عَفافِهِ جيدَ الهُيامْ . . .
                                                                    ولشاهرٍ غُصْنَ المحبةِ حين تَحْتَقِنُ الضَغينةُ . .
                                                                    للحدائقِ حينَ تزدحمُ الخنادقُ . .
                                                                    للمَوَدَّةِ والوئامْ . .
                                                                    للمُسْتَبِدِّ اختارَ أَنْ يُلقي السياطَ
                                                                    إلى الضَّرامْ . . .
                                                                    للمارِقِ انْتَبَذَ الخطيئةَ فاستقامْ . . .
                                                                    للريحِ ساقَتْ للثَرى العطشانِ قافلةَ الغَمامْ:
                                                                    أهدي التحيَّةَ والسلامْ