أطْيب ما هِ أوقاتي - أبو الحسن الششتري

أطْيب ما هِ أوقاتي
حين تَكن مجموع مع ذاتي

حين تَكُن مع ذاتِي

شمسُ أنْسِي مِنِّي تطْلُوعْ

ويَجيني فَقْرِي مطْبُوعْ

والْموجُودْ قد بَان
ويَرَى الإنْسان

جَميعْ الأكوان
كُلَّها مِن جُزئِيَّاتي

أطْيَب ما هِ أوْقاتي
حين تكُون مجمُوع مع ذَاتي

يا فَقير اسْمع ما تَعْمل

تِهْ على الأكْوانِ وادّلَل

ليْس ثمَّ شَيْ منَّك أجْمل

واقْطَع الأغْيار
وافْهم الأسْرار

وادْخُل الْمِضمَار
وتَرَى الماضِي والآتي

أطْيب ما هِ أوْقاتِي
حينْ نَكُن مَجمُوع معْ ذَاتي

جُل بأفْكارَك واتْنزَّه

فالوُجُود كلُّو لَكْ مَنْزَه

وإذا لاحْ لك شَيْ زَهْزَه

ثِيابَ الأوْهام
وانْتهِض قُدَّام

إِنَّ فيك أعْلام
تَفنَى عند الملك الذَّاتي

أشْغِل الْعَاقِل بالْمَعْقُول

والدَّليل يَهْديك للمدْلُول

وترَى الحامِل هُوَ المحْمُول

لاَ تقُل أخطْا
اش ه ذِي الْغَلْطَا

الْمَقَام أعْطَى
أن نبُوحْ لِلنَّاس باشياتي

أطْيَب ما هِي أوْقاتي
حينْ نَكُن مجْموع مع ذاتي

اسْتمع يا أبْدَعَ مخْلوقْ

هِمْ بِمن شِئْت وابْقَى مطْلوق

أنت هُ الْعاشِق والْمعْشُوق

وإِليْكَ السّيْرُ
وأنْت مَعْنَى الْخَيْر

وما دَونَك غيْرُ
يا محَلَّ الْفقر الذَّاتِي

أطْيَب ما هِي أوْقاتي
حين نكُنْ مجموعْ مع ذاتِي