سعيد مجيد عامكم الجديد - فواغي صقر القاسمي

أمسحُ خطيئتكَ بدمعكَ المخنوق في قلبي
ذاك الذي سكبته يوم كنا نتهاوى دائخين لأغاني فيروز
مذ ذاك وأنا لا يزال يعتريني الشرود
فأحلم بأفق أعلق عليه احتمالاتي
و أفتش في دفتر ذكرياتي الذي عبثت بها أصابعي ذات وجد
عن جملة تكحلت يوما بعناقنا
و بين فقرة و فقرة
وسطر مختوم و آخر مشرع لصاعقة الوهلة
أكتب و يتساقط نثيث العينين
يغرق أحرفي المتقدة ولها ً
فترسل آهات ٍ مسورة بالنشيج
تعلم كم كنت أنتظرك
و الشوق يبذرني على بيداء الألم
فتنمو غابات الحنين
مثقلة أشجارها بأشواك الترقب
و يتلاعب بي الوقت كأرجوحة من خيال ،
أو نجمة سرقها العمر لتغدو حكاية في تيه الزمن
هذه الليلة فقط
دعك من كل ما سمعه الرب و ختمه بشهادة السموات و الأرض
فقط اقترب من بواطن شعورك
فالليلة رأس السنة ...
و تلك النواقيس الصاخبة ،
توقد مساءات الحلم و تغلق أبواب الحكمة
نعم الحكمة ..
قيدنا المتآمر على سعادتنا
دعك منها هي أيضا هذه الليلة ..
و لتتقاذفنا أمواج النزق حتى صرخة الفجر
كل شيء هنا معدٌّ لغيبتنا
جهزت الكافيار و كأسين من الشمبانيا
وزجاجتي النبيذ المعتق ... أتذكره؟!
خبأته لهذه الليلة ...
لم أتذوقه بعد
فكأسي بانتظار رشفتك الأولى كي يكمل احتفالاته
لا تتأخر كثيرا
فتسمع جارتنا حطام قلبي المتقد بانتظارك
لقد تركت لنا على باب الدار هذا الصباح زهرة ذابلة و بطاقة معايدة مجعدة
و اتخذت مكانا قصيا في شرفتها الكئيبة
بينما أضواء غرفتي تتراقص سكرى
فـترعبني اشعاعات عينيها المريبة
التي ترسلها كصواعق البروق
وحيدة هي ، و أنا غارقة في لحظاتي الماتعة
أحاول ترويض وعيي ، و لا زالت حتى الآن بكامله
أبقي منه نقطة على نهاية السطر فلا يتهافت قبل احتضانك
فتسكن ارتعاشات شفتي حين التقاء
قلت تسكن ؟ لالا كان خطأ ً مطبعيا فقط
سوف تتصاعد ارتجافاتها الظمئى
و يستمر عناق سرمدي مشتعل برقصاتنا المتمردة
و تيار اللهيب يتدفق نشوانا بأوردتي
حين اعتصارات اللهفة تتلاعب بقدرتي...
تتمادى يقظتي في غروبها
لا تريد في هذه الليلة أن تتقاسم معنا لحظاتنا الحميمة
تركت لنا شالها الأحمر حول مدفأة النار
لقد أوعزتْ للصباح بأن يغلق نوافذه
فيمتد ليلنا الشقي منعجنا بحشود مشاعرنا الصاهدة
تستفزها الرعشة اللذيذة ...
أتلفنا من قواميسنا هذه الليلة لا وأخواتها
و دسسنا في حريقنا شواهد التحذير ، و الوعد و الوعيد ...
وقبل اقتحامه نشوتنا ـ هذا العام الجديد
أحاول أن استجمع أجزائي المنفرطة
فلا تكتبني ذاكرته في صفحاتها الصفراء....
يقال أنْ تكسرَ أقداحك على عتبات عامكَ الراحل
يبتسم لك العام الجديد
تذكر أن نقلب طاولتنا من فوق سمائنا الثامنة
على رصيف عامنا المغادر
فيتناثر هشيم الأقداح على مفترقات الرحيل
يكتب بشظايا البلور
مجيد سعيد عامكم الجديد .