مدار الشمس درت وأنت أسنى - ابن شهاب

مدار الشمس درت وأنت أسنى
وأنت لنورها الحسّي معنى

وحكت بأخمصيك نطاق وشي
به الكرة اكتست شرفاً وحسنا

وجبت الأرض تغرس في رباها
معارف حكمة تنمو وتجنى

وترفع بالمكارم في ذراها
بروجاً من خلال المجد تبنى

ذهبت الغرب فابتهج اغتباطاً
وقرَّ الشرق لما عدت عينا

تنافست المنازل فيك حتى
ظننا بينها ترة وشحنا

ولو يُعطَى المنى بلد لأمسى
حلو لك فيه غاية ما تمنى

وحجّتك اعتلت بالحج لما
قضيت به لدين الله دينا

ومن عرفاته عرف الأماني
شممت ومن منى كم نلت منّا

وأُبْت مضمخاً بأريج أرجاء
طيبة وانقلبت بأنت منّا

رحلت بطالع يعليك سعداً
وعدت بطائر يوليك يمنا

إليك فؤاد هذا الملك شوقاً
يحنّ ومذ نزلت به اطمأنّا

فبشرى دولة أصبحت فيها
عماداً تستقيم به وركنا

ثغور رياضها ابتسمت سروراً
بعودك والهزاز بها تغنى

أيجمل ليت شعري أن نهني
جنابك بالقدوم وأنت أغنى

إذا ما الغيث حل بدار قوم
فمن أولى وأليق أن يهنى

كلا الحسنين أنت اسماً ونعتاً
فأنت لذلك الحَسَن المثنى

فما عاذ امرؤ بحماك إلا
وكنت له من المكروه حصنا

تجاري من أردت بأي نهج
وتعرف بالفراسة ما أكنا

كذا فليرق من رام التناهي
علا ولتنتج الآباء أبنا

ورثت المجد عن آباء عز
لهم فوق السهى نزل وسكنى

كرام لم يعيروا اللوم اذناً
ولا دانوا من الأدناس دنا

من العرب الأولى عزماتهم في
منال العز ما والله تُثْنَى

إلى الصرحاء من عليا بنى ماجدٍ
أسد الخميس إذا رجحنا

إذا سمع ابن شهر من بنيهم
صهيل الخيل ناغاها ورنا

طباعهم الأبية علمتهم
خلال المجد فاتخذوه خدنا

يفيضون الندى دُرّاً ودَرّاً
ويقرون العدا ضرباً وطعنا

وإن سل الزمان حسام سوء
على جار لهم كانوا مجنّا

فلا فتئت بهم أيدي المعالي
مؤيدة وعين اللؤم سخنى

ولا برح ابن عبد الله فيهم
كبدر والنجوم به استدرنا

إليك ابن الأكارم من محب
عليك بما تحقّق فيك أثنى

مهاة قريحة تختال عجباً
إليها السبع تعظيماً سجدنا

فقابلها بمعذرة فأنى
تحيط بنعتك الألفاظ أنّى