مولاي كم حاولت حجاً إلى - ابن شهاب

مولاي كم حاولت حجاً إلى
مغناك والدهر طويل المطال

وكم تمنيت لو أن المنى
مثمرة أغصانها بالمنال

بعد وقوفي بالفنا أن أرى
طلعة بدر مكتس بالجلال

يصير للعين إذا شاهدت
برؤية الوجه الجميل اكتحال

وتحتسي الآذان من نثره
ونظمه أقداح راح حلال

وقد أتاح الدهر لي فرصة
رجوت فيها بالوصول اتصال

فكان سوء الحظ لي صاحباً
كأن ما أملت حال محال

واحسرة العبد وقد قام بالأعتاب
كيما يستهل الهلال

والبدر في برج سوى برجه
وكم عهدنا للبدور انتقال

يا ليت شعري هل لعقد النوى
في نومة الدهر الخؤون انحلال

في ذمة الأيام لي موعد
نجاح آمالي به في المآل

أن يجمع الشمل بمن شأنه
كسب المعالي واعتقال العوال

طراز كم العترة المرتقي
في المجد والسؤدد أوج الكمال

يتيمة العقد الذي لم تجد
لدره إلا النجوم المثال

السيد الجفري والكوكب الدري
والمختار عمّاً وخال

كل يمين في العلا لامرئ
تقصر أن تحذو منه الشمال

يا سيدي إن اشتياقي إلى
لقياك لا تقواه شم الجبال

في بثّه شرح طويل ولا
يفصح عمّا في الضمير المقال

زلت يا ابن المصطفى زينة
المقطر اليماني الفسيح المجال

ودمت ترقى في العلا ما سرى
مسرى صبا مجد هبوب الشمال

ولا أطال الله ما بيننا
بيناً ودم في نعمة لا تزال