ما لدهر السوء مغرى بالغواني - ابن شهاب

ما لدهر السوء مغرى بالغواني
غِرة يغزو ضعيفات الجنان

ليت شعري هل له من مذهب
في الهوى أم هاب أرباب السنان

هكذا يا دهر تجني دفعة
زهرتَيْ دوح معان وبيان

درّتَيْ عقد عفاف وندى
وحياء ووقار وصوان

ما عهدنا قبل أن ينتقلا
أن شمسين بيوم تغربان

فرقدي أفق العلا قد أفلا
إذ هما بالطبع لا يفترقان

في حجور المجد قد عاشا معاً
وعلى الحوض معاً يستقيان

هل ترى للغيد من سيدة لامضى
سيدتا كل الحسان

لو فرضنا صورة شبههما
فالتضاهي مستحيل في المعاني

كان حقاً أن تراعي ذمة الوالد
السابق في كل رهان

والذي جلَّ عن التشبيه في
كل مجد بفلان وفلان

والذي آلاؤه للمجتدي
ولذي الحاجات نادت بالضمان

كيف لا والأصل أصل معرق
نزلت في شأنه الأي المثاني

من بني مستأصل الكفر ومجتاح
أهل البغي بالنصل اليماني

وارث المختار في أسراره
والمقامات السميات المغاني

يا أبا الريحانتين اصبر على
ما عرى فالأخذ من ذي الامتنان

واحتسب عند الذي أعطاك مَنْ
أمسيا في خفض عيش وجنان

سُرَّت الزهرا وسُرَّت أمّها
وعليّ بهما والحسنان

تحمل الحور جلابيبهما
إذ تدوسان حشيش الزعفران

نطق الفال بتاريخهما
أدخلا جنات عدن بأمان