كتابي أبا نصر إليك وحالتي - أبو بكر الخوارزمي

الطويل

كتابي أبا نصر إليك وحالتي
كحال فريس في مخالب ضيغمِ

أرق من الشكوى وأدجى من النوى
وأضعف من قلب المحبِ المتيمِ

غدوت اخا جوعٍ ولست بصائمٍ
ورحت أخا عُري ولستُ بمحرمِ

وقعت بفخ الخوف في يد طاهرِ
وقوع سليك في حبائل خثعمِ

وما كنت في تركيك إلا كتاركٍ
يقيناً وراضٍ بعده بالتوهمِ

وقاطن ارض الشرك يطلب توبة
ويخرج من أرض الحطيم وزمزم

وذي علّة ياتي عليلاً ليشتفي
بها وهو جارٌ للمسيح ابن مريمِ

وراوي كلامٍ مقتفٍ إتر باقلٍ
ويترك قساً خائباً وابن أهتمِ

جناب تجنباه ليس بمجدب
وبحرٌ تخطيناه ليس بمرزمِ

وماءٍ زلالٍ قد تركنا وروده
زلالاً وبعناه بشربة علقمِ

لبست ثياب الصبر حتى تمزقت
جوانبها بين الجوى والتندمِ