رثاء الهبر - مصطفى وهبي التل (عرار)

اين جشميد ابن كايو كباد ؟
اين زالا ؟ زالوا جميعا وبادوا

وعلى الهبر قد رسا مثلهم
بالامس في مصفق المنون المزاد

لم تفطر مرائر الزط لما
غيبوه ولا اتفرت اكباد

ودوى طبلهم كما كان يدوي
يوم للهبر كانت الأمجاد

واستمر الندمان يسقون صرفا
من رحيق كرومه (جلعاد)

ومضى عازف الربابة يشدو
لحنه وانبرت لرقص " سعاد "

هبر ، حتى حمير قومك اذ
تنشج مغزى نشيجها انشاد

مت كما شئت فالندامى بلهو
ليس من شأنهم عليك الحداد

**
**

هبر ساقي السقاة ما زال
قد نحاك عما أصابه الوراد

واعوجاج الزمان يا هبر ما
زال اعوجاجا ينوء فيه السداد

وبياض النهار ما زال منه
حظنا كان يا تعيس سواد

لا تخف ظلمة القبور ففيها
يتساوى الافذاذ والاوغاد

وينام الصعلوك جنبا لجنب
والسراة الذين شادوا وسادوا

ايهذا التراب بوركت من
قاض لأحكامه استراح العباد

**
**

هبر ليست دنياك عبدة رق
لاناس بعرفها أسياد

كل حي لسوف تحمله
يوما لمثواك مرغما أعواد

والشقي الشقي من يحسب
العمر بناء لا يعتريه نفاد

إن حبل الردى مشاع وعنه
قفز الهبر وابن شداد عاد