أهكذا حتى ولا مرحبا - مصطفى وهبي التل (عرار)

أهكذا حتى ولا مرحبا !!
لله أشكو قلبك القلبا

أهكذا حتى ولا نظرة !!
ألمح فيها ومض شوق خبا

أهكذا حتى ولا لفتة !!
أنسم منها عرفك الطيبا

ناشدتك الله وأيامنا
ونشوة الحب بوادي الصبا

وغصة الذكرى وآلامها
وحرمة الماضي وما غيبا

لا تسأليني اي سر لقد
احال عمري خاطرا مرعبا

عمان ضاقت بي وقد جئتكم
أتنجع الآمال في " مادبا "

***
***

يا هند برق لاح لي موهنا
تنورته العين مستهضبا

فاض " بحسبان " فهشت له
" حسما " و " وادي يتمها " رحبا

فرف بالقلب رسيس الهوى
وود صدع الشمل لو يرأبا

ود وما عل واشباهها
بمرجعات للصبا أشيبا

رب مقيل في ظلال الغضا
يدعم فيه المنكب المنكبا

ما تامني الوارف من ظله
ولا عناني منه ان اقربا

مخافة النفس بأرجائها
ظفر من الاشواق ان ينشبا

فحسبك الآلام تزجينها
قلبا من الآلام قد اتعبا

***
***

يا هند تالله سموم الأسى
سيان عندي لفحها والصبا

فلن يضير اليأس ان قانط
شام المنى تفتر فاستعذبا

وما عليه ان يكن برقها
ككل برق شامه خلبا

وما على التوبة من ناكث
أن يشرب اليوم وأن يطربا

وما على الخمار ان شرقت
به الخوابي والهدى غربا

***
***

كم رصعت أفقي نجوم المنى
ثم تهاوت كوكبا كوكبا

" بالسلط " غزلان كما قيل لي
هضيمة الكشح حصان الخبا

المجد والوجد بقاماتها
عن غاية اللطف لقد أعربا

ريانة الأرداف ألحاظها
سهم من الإبداع قد صوبا

لكن هوى قلبي وقد كان لي
قلب كباقي الناس هذي الظبا

أرآم هذا الحي من " مدين "
" فالبدع " " فالبتراء " حتى " ظبا "

***
***

كم قائل : فر ألم يأته
لا أرنبا كنت ولا ثعلبا

وهل يفر الحر من خطة
ساقت عليه جيشها الالجبا

كذبا ودسا وافتراء اذن
فلست من قحطان او يعربا

آباء صدق اورثوا حضرتي
من الخصال الغر ما اعجبا

ان تكذب الانساب اصحابها
فصادق الاعمال لن يكذبا

من كل قرم شامخ انفه
ان سامه العلج هوانا ابى

لا ينحت الرزء له أثلة
من عزة النفس وإن أسهبا

***
***

خيال اطفالي وقد زرتني
غداه امس العيد مستعتبا

من كوخ ارهاقي وهذا الحمى
حذار بعد اليوم ان تقربا

فالناس انسانان من همه
ان يرتوي ذلا وان يلعب

وآخر تأبى عليه الحجا
الا بأن يشقى وان يتعبا

ما قيمة الالقاب منصوبة
والظهر بالخزي قد احدودبا !؟

كم مطلق العنوان القابه
ما حققت سؤلا ولا مطلبا

يستنسب الري بصفع القفا
يا بئس ما اختار وما استنسبا

وراسف بالقيد ما ينثني
يدأب حتى يبلغ المأربا

***
***

يا هند من " حسبان " قد بارق
رف رفيفا واضحا مسهبا

فهش للماضي وقد طالما
بذلك الماضي لقد شببا

فاستذرف العين فضنت على
اعينه الادمع ان تسكبا