في شارع من دون لافتة - أسامة علي

هذي القصيدة أتعبتني
أخرجتني من جنون الشعرِ للرسم المجاورِ
فاندلقتُ
ودون أن أدري
رسمت على هوامش صفحتي اليسرى
حمَامَه
***
ونسيتُ أمر الرسمِ
حين رجعت دار الشعرِ
فجّرتُ المعاني
فاستفاقت ثم طارت
من على الصفحات في وجهي
الحمامَهْ
***
الطقس كان ملائماً لجموح أغنيةٍ
فقلتُ أجرّب الكلمات في غير المعاني
الطقس كان ملائماً
فتفجرت تلك المعاني
حين ضاق قميص ألفاظي بها
فسترتُها
وغفرتُ للشعر احتدامَهْ
***
الطقس كان ملائماً للقائها
فتزينت بالحب أنثاي القصيدةُ
واعتمرتُ اللحن ثم خرجتُ
مرتدياً غمامَهْ
***
الأفق مشغول بموعدنا
وخلف البدر كنّا نغسل الأيامَ
نغزلها على ضوء ابتسامَهْ
***
كنّا وكان الأفقُ موقوفاً علينا
لم تثالثنا
-برغم وجودها في الصفحة اليسرى-
الحمامَهْ
***
هذي القصائد أخرجتني
فاختلفتُ إلى حوانيتِ المواجعِ
لم أحاذرْ
كم نهلتُ من المعابثةِ الخفيفةِ؟
لست أدري
كيفما افتضّ المغامرِ من معانيه الصبية
لم يجد إلاي مرتسماً أمامَهْ
***
هذي قصور الشعرِ
شيء بين أطراف الوسادة والنعاسِ
لحيظة نشوى
تخيط الريش ثوباً لي
وتطلقني حنيناً في مجرات السماعِ
تعيدني صوتاً ملوكياً
وترسمني على جُدر الوسامَهْ
***
وقد أعود فأرسم الأشجارَ
ظلاً للحمائم
لست املك غَير هذي الصفحة البيضاء
والقلم النديمَ
ودفقة الحلم التي انكسرت على شط الحقيقةِ
كم جنحتُ غسلتُ وجهي بالغناءِ
وكم صدقتُ زحمتُ ليلي بالجنون وبالظنونِ
وبالكتابة والرتابة والكآبة والسآمَهْ
***
داري قديمٌ عند شط النيلِ
في وهم الخريطة ربما
في شارع من دون لافتة
ومكتوب على جدرانه بالفحم
-عفواً ربما اندثرتْ- أساَمهْ