الليل يعْمُرُه الرجالُ المتعَبونْ - أسامة علي

الليل يعْمُرُه الرجالُ المتعَبونْ
الهاربون إلى ندى الليلاتِ
من صهد النهارْ
الليل يا أبتي البصيرةُ
واحتدامُ خواطري
وأراكَ لحظةَ لا أراكْ
تنثالُ نحوي
فاندلقتُ إليكَ
لا هذي الحياةُ تشوقني
لا برزخ الموتِ الجدارْ
وبسطتَ ثوبَك باتساع الليلِ
تجلسني على حِجْر السؤالْ
عشرون مرّت مُذْ
تزوّجْتَ الرياحْ
وتركتني أنمو وحيداً
بين كثبان الصعابِ
ووسط سخرية الرمالْ
قطفت ورودَ طفولتي الأيامُ
والحزن المديدْ
عبثاً أفتّش عنك ظلاً
بين أشجار الرجالْ
أدنو فتدنيني وتمعنُ في الزوالْ
غسقُ التلاشي
شهوةُ الموت التي
قطفت صباكَ .. صبايَ
فاتكأ المحالُ على المحالْ
لهفي أراكَ ولا أراكْ
طفلاً تعود نقشْتُه
يحبو على سحب الترقّبِ
أرتجيه وأرتجيكْ
ونسيتُ أورثه عيوني
فارتقى عبري إليكْ
عيناكَ عيناهُ
وعيناي اندلاعُ الشهوة العمياءِ
أكمل نصف وجدي لا أراكَ
أرود غابات النساءْ
أصوغ من حمأ الحرام فلا أراكْ
وأراك يا أبتي كثيف الظل تدعوني
إلى ظلّ حلالْ
يستأثر الموعودُ بالدعواتِ
بالبسماتِ
أخصفُ من رضاك عليّ
انفخ جوهر الطين الحلالِ.......
........فقد أراكْ
وبسطتَ ثوبك باتساع الحلمِ
تجلسني على حِجْر اكتمالْ
نصفين ما زلنا
فأين نضارة الوعد الحلالْ
نصفين ما زلنا
فليتك قد أتيتَ
فربما قد حلت البركاتُ
ليتك من قصيّ الموت تقبل لحظةً
في الجمع أوشك أن أراكْ
نصفين ما زلنا
على شفق من الفرح الشفيفْ
يا ظلة الفرح الكثيفْ
طفلاً تعودُ
نقشتُه يحبو على سِفْر البقاءْ
شعراً
أنافح هاجس الموت احتراقاً في القصيدْ
الشعر يعْمُرُه الرجال المتعبونْ
الهاربون إلى لظى الأشعارِ
من حمّى الفناءْ
حشدٌ من الكلماتِ
من سحب الغواية ترتوي
وحدي فلا معنى تفرّد في يدي
لا أنت لا ظلاً
حرام ولا حلالْ
عشرون مرت مذ
تزوجْتَ الرياحْ
كيف احتملتَ تقلّب النزق العصيّ
وكيف
سكناها
مودتُها
ورحمتُها
وكيف وجدتَ موعدها الحلالْ