ثم فاض الوجدان - الصوارمي خالد سعد

فاضَ نَبعٌ من كِيانى زاخِرٌ بالأُمنياتِ
فاْرتَوَى البَدرُ لديهِ وحَكَى للأمسياتِ
فَتَدَانَتْ مِنْ فؤادى لمعينِ الذكريَاتِ
وأقامَتْ بِضِفَافِ الحُسْنِ بين السُّنبُلاتِ
وأَهاجَتْ كلَّ ما بالنفسِ مِنْ ماضٍ لآتِ
*
هَلْ تَرى يا قَلبُ حُسناً تاهَ في وادى الحياةِ
عندَهُ الأنفُسُ سَكرى بسُلافِ الغادِياتِ
وزهوراً وَوُروداً وغيوماً واثِباتِ
هَلْ رأَيتَ الحُسنَ صَلَّى الصبحَ في حضرةِ ذاتى
سَكَراتُ الأَمسِ والأَمسُ انتشاءُ السَكَرَاتِ
وَدُنا الحاضرِ غَنَّتْ يالها مِن دُنيَوَاتِ
وَجِبَالاً ومِياهاً وأَهازيِجَ الرُّعَاةِ
وأَعاصيراً تَنوحُ ثم بعضَ الأغنياتِ
*
هل رأَيتَ النُّبلَ قلبى نامياً مثلَ النباتِ
وتذوَّقتَ بِه طعمَ المعانى النامِياتِ
وَتَسامتْ فيكَ رُوحٌ نهجُها نَهجُ الهُداةِ
وتمخطَرتَ بآفاقِ السموِّ الفائِقاتِ
وبِشَطِّ النَّهرِ هَلْ قلبي سَكَبتَ العَبَراتِ
فَهْىَ فَيضٌ من طَهُورٍ عندهُ تَغفُو شَكَاتى
وَهْىَ شَجْوٌ بأَصيلِ العصرِ غَنَّى للغَدَاةِ
مَوكِبُ النورِ تَهَادَى في رُبوعِ الفَلَوَاتِ
والنَدَى وَهْوَ جُمانٌ يا لتلكَ النادياتِ
*
هَلْ رَويتَ الحُبَّ قَلبى كُلُّهُ من بَعَضِ ذاتي
فَهْوَ بَحرٌ مَوجُهُ رَجعُ حنينى وَصلاتى
وَهْوَ للمُبحرِ نَفْحٌ من أثِيرِ النَافحاتِ
وَهُوَ للغَوَّاصِ كَنْزٌ مِن لآلٍ أَوْ عِظاتِ
صَفحةُ الماءِ ُلجينٌ ذَابَ في بَعضِ الإياةِ
عِندَها الأَنْجُمُ تَاهَتْ عَن مَدَارِ السَارياتِ
فَتراقَصنَ شُعَاعاً هَل رأَيتَ النيِّراتِ
فَهى فَيضٌ من كِياني زَاخِرٌ بالأُمنياتِ