دمشق - الصوارمي خالد سعد

قد كُنتُ أبحثُ في فِجاجِ الأرضِ
عن حُلُمِ السنين
وركبتُ موجَ البحرِ موجَ البَرِّ
موجَ الحالمينْ
البحرُ يا موجَ الحياةِ ويا سَرابَ المستحيلْ
النورسُ المجنونُ يحكى عِشقَهُ
مُتوسِّداً تَغريدَ أَلحانِ الخليلْ
تلكَ السفائنُ عُوَّماً
تحكى النجومَ معلَّقَاتٍ في الفَضَا
النيِّراتِ الخافقاتِ السارياتِ بِلا دَليلْ
الرايةُ العذراءُ تخفقُ عالياً
قد هزَّها ماضٍ نبيلْ
ها أنا رِجلاىَ في شَطٍّ دِمشقيٍّ أَصيلْ
أمشى عَلى شَفَقِ الحياةِ مُبَّللاً
أَحبُو فأَرشفُ من دِنانِ الشمسِ
طاقاتِ الفُصولْ
قلبى فداءٌ للعيونْ
ها أنا القُربانُ في حَرَمِ الفُنونْ
أَيا دِمشقُ أَيا قُرونْ
الرايةُ العذراءُ تخفقُ عالياً
قد هزَّها ماضٍ نبيلْ
قُل للحضارةِ في دمشقَ تكلَّمى
فدمشقُ أمُّ الأرضِ أمُّ العَالمينْ
قُلْ للمهابةِ في دِمشقَ تقدَمى
فدِمشقُ أُمُّ الهيبةِ الجَذْلَى على مرِّ السنينْ
قل للكرامةِ في دِمشقَ تفضَّلى
فدِمشقُ فِردوسُ الكرامِ الطاهرينْ
قُلْ للمعَانى الهائماتِ تَنَزَّلى
هذى ديارُ المجدِ والعلياءِ والشرفِ الأَمينْ
َهَا أَنا نَبضٌ دِمشقيٌّ قَدِيمْ
مِنْ ذلكَ التاريخِ والأرثِ العظيمْ
فأَنا القلاعُ الشاهِقاتُ أنا الحُصُونْ
وأَنا الرؤوسُ العالياتُ
أَنا الحضارةُ والتراثُ أنا الفُنونْ
الرايةُّ العذراءُ تخفقُ عالياً
قد هزَّها ماضٍ نبيلْ
الأَرضُ سُورِيَّا الفداءُ ولامراءْ
المجدُ سورىٌّ جذوراً وانتِماءْ
العِزُّ سَورىُّ الهُوِيِّةِ
قَبلَ أيامِ الزُباءْ
هذى الرياضُ أَرى ببسمتِها وُجُوهَ الانبياءْ
هذى المروجُ تُعطِّرُ التاريخَ
تَغزِلُهُ بخيطٍ من ضِياءْ
الحاضرُ الميمُونُ سُورِىُّ العَرَاقَةِ والدمَاءْ
والحُلمُ والمستقبلُ الزاهى يرومُ عُباءةً
أبَداً بغيرِ دِمشقَ لَنْ يَجِدَ الكِساءْ
الرايةُ العذراءُ تخفقُ عالياً
قد هزَّها ماضٍ نبيلْ .