حديث النجوم - الصوارمي خالد سعد

نظرت إلى الكواكبِ ذاتَ يومٍ
وفي الأكوانِ قد نَعِسَ المساءُ

تناثرتِ الدموعُ على خُدودى
وقَهقَهتِ الكواكبُ والفَضاءُ

وكنتُ إذا بكيتُ بكيتُ سِرَّاً
فلما أنْ نظَرتُ عَلاَ البُكاءُ

وكنتُ إذا اْنتَحبتُ زرفتُ دَمعَاً
فصارَ الدمعُ تَصبغُهُ الدِّمَاءُ

وكنتُ إذا سَلَوتُ رَضِيتُ أَمرى
فَلستُ اليومَ يسلينى الرِضاءُ

وقد تَصفُو الليالى في عُيونى
فلما حَدَّثَتْ غابَ الصَّفَاءُ

تصايَحَتِ الكواكبُ :أَنتَ صَبٌّ
فقلتُ : وَمحنَتى هذا البَلاءُ

وَزمْجَرَ كوكبٌ أَنْ ليسَ بُرءاً
لداءٍ مثلَ هذا .لا رََجَاءُ

وأجمعتِ الكواكبُ أَنْ صَوابٌ
مقالُ النجمِ أَمضتْهُ ذُكاءُ

فَصِحتُ أيا كواكب لى أصيخى
فلي رأىٌ عَسَاهُ بِهِ مَضاءُ

فقالتْ قُل .. ولكن لا تُمارى
وما فى الأمرِ أَخذٌ أو عَطاءُ

ومنْ يَلجَ الصبابةَ في شَبابٍ
تخطَّفَهُ المشيبُ والاْرتِخَاءُ

ومن يَلِجَ الصبابةَ وهو كَهلٌ
فليسَ له سِوى القبرِ التِجاءُ

ترى الرجُلَ الرزينَ له وَقارٌ
وقد خَمدَ الهوى والإشتِهَاءُ

فإن راشَتْهُ ألسِنةُ الهُيامِ
عليكَ أَيا وَقارُ عَفا العَفاءُ

فقلتُ أيا كواكبُ لى أصيخى
لعلَّ بمهجتى هَجَعَ الشِفاءُ

إذا التفتَ الحبيبُ بكل قلبٍ
يَفِيضُ قساوةً وبِهِ ازدِرَاءُ

رَنا قلبُ المشوقِ لَهُ وَجيبٌ
وأَجفَلَ بالأمانى الإنزِوَاءُ

ولكنْ يا نجومُ فخبِّرينى
وقد بَسَمَ الحبيبُ والاْنتِشَاءُ

أليسَ الثغرُ بلسمُ كلِّ صَبٍّ
يَصُدُّ صَبابةً فيهونُ دَاءُ

وفي صدرِ الحبيبِ وَقد تدانى
رياضٌ للمشوقِ بها العزاءُ

أليسَ حرارةُ الأعطافِ بَردٌ
وتطفئُ نارَ صَبٍّ يا سَماءُ

تضاحكتِ الكواكبُ من حديثي
وقالتْ وسَّدَ الأمرَ الخَفاءُ

وهل سيكونُ في الأرضِ التصابى
ونارُ الصَبِّ يُطفؤها اللِقاءُ

فَلو أَنَّ الحبيبَ يُطيعُ صَبَّاً
لأجفَلَتِ الصبابةُ والعَنَاءُ

ولكنَّ الأنامَ لهم خِصَالٌ
َنَمَوها فاستطارَ بها البلاءُ

فحاوِل كلَّ غانيةٍ ستلقَى
يَجوسُ مكانَ من تَهوَى الهَباءُ

وهذا ما يُديمُ الصبَّ صباً
ويظمأُ دائماً .. ويَعِزُّ مَاءُ

وهَبْ أن الحبيبَ وفَى بِوعدٍ
أَيبقى الدهرَ دَيدنُهُ الوفاءُ

فلا ترنُو فما في الكونِ بُرءٌ
لداءٍ مثلِ هذا . لا دَواءُ

تحدَّرتِ الدموعُ على خُدودي
وقَهقَهَتِ الكواكبُ والفضاءُ