تلك القمم - الصوارمي خالد سعد

غَزَوتُ بحاراً بلا ساحلٍ
وأَمسَكتُ عنِّي طُيوفَ الأَلَمْ

وهذى أَمانيَّ في رَبْوَةٍ
كسَاها ضَبابُ السنينِ الأَحَمْ

فيا لوعةً مثلَ هَولِ الأَنينِ
تغَشَّتْ فؤادَ الضنى والسَقَمْ

إِليكِ أشدُّ رِحالَ المُنَى
ومنكِ أجوبُ فجاج العَدَمْ

سأرحلُ عن أُمسيات الجنونِ
وأَسكبُ شجواً خَفِيتَ النَغَمْ

ففي النَّجْمِ مأوَىً لِكُلِّ طَرِيدٍ
عنيدٍ تَسامى على كلِّ هَمْ

وفيه رياضُ الشذَى والندى
وفجرٌ تَغنَّى بذكرىْ النَدَمْ

وذاكَ شُعاعٌ وفيه فُتُونٌ
تَراقَصَ كالنازِكِ المضْطَّرِمْ

اليه هجرتُ دِنانَ الهَوَى
وَمَا شاقَنى عندها مِنْ زَخَمْ

***

على جامِحَاتِ بَنَاتِ الخيالِ
أُصارِعُ يَمَّاً تَحاشاهُ يَمْ

وأضْرِبُ في طُرقاتِ الفضاءِ
وقد أَمتَطى سابِحاتِ الدِّيَمْ

وماذا أُؤمِّلُ عند الثَّرى
وقد صَفَّقَ الجَوُّ ثم اْحتَدمْ

هناكَ ليالي الدهورِ تغنَّتْ
أَرى الأَمْسَ مصطَخِباً كالخِضمْ

هناك جَمالٌ وفيه بَهَاءٌ
هناكَ أَنينُ الفضا والرُّجَمْ

وقد عَربَدَ النورُ عند الضحَى
وقد جَلْجَلَتْ في الهزيعِ الظُلَم

وكم غَرَّدتْ للحياةِ طُيورٌ
وكم غازَلَتْها طُيُوفٌ وَكَمْ

فعندالسَحُورِ أنا المُغْتَدِى
على أَغنِياتِ طُيورِ القِمَمْ

لأنهل من دافِقاتِ العيونِ
فتلك المناهلُ تُجلي السأَمْ

وأَسكُبُ قلبى بدنيا الجمالِ
وأَدفِنُهُ في تُخُومِ الأُمَ