حديث الغضب - الصوارمي خالد سعد

ماذا أَقولُ وَقد تَساقطَ عنْ يَدي
كُلُّ الذي قد كانَ أمساً في يَدى

وَتعمّقَتْ ُلججُ الحياةِ أَخوضُها
وَتحطَّمتْ صُوَرُ الجَمالِ بِمرقَدى

هذى هي الأىامُ قَد نَثَرتْ عَلَىَّ
نِثَارَها فانظُر فُؤَادي واْهتَدِ

لَن تَنْثَنى الأَيامُ فَاْرمِ بغيرِها
فإذا اْنطَوَى أمَلٌ لديكَ بِفَدفَدِ

فاهُتف سلامُ الله دُنيايَ التَي
قد كُنتُ أَهفُو في فضاها لِسُؤدَدِ

لكنني مهما تناءَ ت غَايةٌ
رَجُلٌ يَطيُر السهمُ منه اِلى الغَدِ

***

أَوَ هل تَرى قلبى الذينَ تَحلَّقوا
حَولَ السرابِ الخافِقِ المتوقِّدِ

من كُلِّ جبارٍ تَهدَّدَ رَهْطَهُ
تَبَّتْ يَداهُ مِنْ لَعينٍ مُزبِدِ

أَو كلِّ أفَّاقٍ تَعالى شَأنُهُ
نَحَرَ الكرامَة في الضحى المُتَورِّدِ

أَوكلِّ عِربيدٍ توسَّطَ ثُلَّةً
شَكَرت له تَمداحَهُ الخَدَّ الندِي

أَو كلِّ غَاِنيةٍ تخوضُ بِفتنَةٍ
فهْى الضلالُ على خُطَى المُستَرشِدِ

هم أَرعشوا هذى الديارَ فارعَدتْ
هم أَيقظُوا فِتناً غَفَتْ في السرَمدِ

وأراكَ أَرحمَ يا سحابُ إذا هَوَتْ
مِنكَ الصواعقُ كالبلاءِ الموُفَدِ

وأراهُ خيراً إن تَزَلْزَلتِ الدنا
وتبرقعَتْ شَمسُ السما في الأَسوَدِ

أَوَهَلْ تَرى قلبي نَعيماً في الدنا
لما نظرتَ إلى العُيونِ الشرَّدِ

إنى رَأيتُ على المذابِلِ صِبيَةً
يا للبراءَةِ يا ضُلوعُ تنهَّدى

يتنخَّلُونَ من القُمامةِ قُوتَهمْ
وكساؤُهم نَبشُوهُ نَبشَ المُلحَدِ

ساروا حفاةً أو عُراةً مَنْ لَهم؟
يا بَردُ فانزِفْ يا دُنا فتجمَّدى

ما بالُهم قد شُرِّدوا عن مَورِدٍ
عَذْبٍ ليفْنُوا والأنامُ لمورِدِ

وترمَّلتْ سُنَنُ الحياةِ بأنفُسٍ
نَهضَتْ تُنادِي ليتني لَم أُولَدِ

قَومى بأى مَشيئةٍ هم شُرِّدوا
قلبى بأىِّ مَشيئَةٍ .. لا تَهتَدى

أوما نظرتَ الى القُصورِ تطاوَلتْ
نحوَ السحابِ تَصدُّهُ كالمعتدى

ماذا دهاكَ مِنَ اْمرها لما عَلَتْ
صيحاتُك الكُبرى .. ولم تَتَجلَّدِ

***

أسطورةُ الدَّورِ الذي تحيا بهِ
يا قلبُ فاْعقِلْ بَينَ رُشدٍ أو دَدِ

ولقد تهاتَفَتِ الليالي..فاْنتَبِهْ
واْمدُدْ يَدَيكَ إلي الحُسامِ المُغْمَدِ

واْنهضْ بعزمِ الثائرينَ وطُفْ على
دُنيا التنعُّمِ والنيامِ الهُجَّدِ

والنائحينَ على حياضِ البؤسِ فى
غَسقِ الدجى القاسى الكئيبِ الأسودِ

فالشرُّ مَدَّ ذِراعَهُ فاْمدُدْ يداً
متقلِّداً فَاْنْهَضْ بِكلِّ مُهنَّدِ