الإيمان التائه - الصوارمي خالد سعد

تعالى إلهُ العرشِ عَمَّا يُريبُنى
وعن سَفَهٍ قد راحَ بالقلبِ واْغتدَى

جَلستُ بشطِّ الغَيبِ لا مُتيقناً
وَقُمتُ أَغُضٌّ الطَرفَ عن سالفِ الهُدَى

تنازعُنى رُوحي على كل مَذهبٍ
تَصولُ صيالَ الذئبِ قد جَاعَ فاعتَدَى

تراودُنى الأفكارُ من كلِّ مَنطقٍ
فأرنو كما الظمآنُ قد شَفَّهُ الصَّدَى

وفي القلبِ إشفاقٌ وفى النفسِ حَيرةٌ
أَجوبُ بأوهامى يباباً مُشيَّدَا

ويقتُلُنى شَكٌ بكلِّ مفازةٍ
وأرتادُ في وهمى المهالِكَ والرَّدَى

تَعالى إلهُ العرشِ عَمَّا أَظنُّهُ
خيالٌ لَجوجٌ حامَ حَولى وَعَربَدَا

ظُنونٌ كأكتافِ السحابِ تواثبتْ
بَعثنَ شُكوكاً كُنَّ بالأمسِ هُجَّدَا

فبِتُّ بجنبِ الغيبِ لستُ بِمُؤمنٍ
ولا كافِرٍ ضلَّ الطريقَ المعبَّدَا

أُحملقُ في الطيَّاتِ من مقدِسِ العُلى
أُرتِّلُ في الناموسِ أمراً مُقَيَّدَاً

فيسمو بىَ الايمانُ حِيناً فأَرتقى
بِمعَراجِ نُورٍ في السماء مُؤيَّدَا

وأَنحطُّ حيناً نحوَ أَنفاقِ ضِلَّتى
أَعوذُ بشيطانٍ لعينٍ تَرصَّدَا

وَلَما استفاضَ القلبُ تِيهاً وَحَيرةً
وَقَفتُ إلى الرحمنِ بالبابِ مُجهَدَا

أَرومُ نَوالاً من كريمٍ ومؤمنٍ
رجوتُكَ ربى مُقبِلاً .. متمرِّدَا