صريع المقل - الصوارمي خالد سعد

تَوامضَ برقٌ بكهف الأزلْ
فأرجفَ طرفاً وشِيكَ الأجلْ

فكم ألمتني رواني اللحاظِ
وكم عذبتني سهامُ النَّجَلْ

وما كنتُ يوماً أرومُ الحياةََ
على أن أكونَ صريعَ المقلْ

وما كنتُ أوثرُ حبَّ الغواني
وان أرشفتنيَ طعمَ القُبَلْ

ولكنني في دروبِ الحياةِ
وقفتُ على بابِ فجرٍ أفَلْ

فألفيتُني في ظلام الدهورِ
أطاردُ ومضاً عتيَّاً جَفَلْ

وقد أبحرتْ في عُبابِ الظنونِ
سفينةُ وهمي بأمرٍ جَللْ

فيا ليتني ما عَرفتُ الحياةَ
ويا ليتني في النوى لم أَزَلْ

فهل نَالَ خيراً بهذي الحياةِ
عَصِيٌّ يصُدُّ الإلهَ الأجلْ

وهل يبلُغَنَّ ضِفَافَ الهُدى
كفيفٌ مَشَى في عُضالِ الشلَلْ

وقد أدلجَ الصالحون بليلٍ
بذكرٍ ووجدٍ سَرَى فاشتعَلْ

فهم يَربِطونَ بحبلِ الوصالِ
قلوباً الى الله تجفو الكَلَلْ

قُبَيلَ السَّحُورِ أراهم نشاوى
وهم يحتسُونَ سُلافَ الوَجَلْ

وهم يسطَلُونَ بنارِ الهُيَامْ
على شُرُفاتِ مُروجِ الأملْ

هم القوم فازرفْ فؤادي الدموعَ
فهل نالَ خيراً صَريعَ المُقَلْ؟