غيوم السماء - الصوارمي خالد سعد

غُيومُ السماءِ رأيتُ المُنى
سَرابا يجوسُ بأدنى مَدَاهْ

غيومُ السماءِ وهل خبَّروكِ
بِداءِ القلوبِ بوادى الحياهْ

وقد طَوَّفَت أُغنياتُ الجنونِ
وَقَدْ عَربَدَ الغمُّ .. داعٍ دَعاهْ

غيومُ السماءِ وما يَرتجِى
كَئيبٌ يُتَمتمُ : وَا لو عَتَاهْ

رأَى في الأَصيلِ احمرارَكِ غَضْبَى
فجاشَتْ بِه لوعةٌ من دُناهْ

تسَربَلَ وَهماً حبا في الشِعابِ
يَؤُمُّ فَلاةً تَؤمُّ صَدَاهْ

***

غيومُ السماءِ وقد تعجبينَ
أَيحزَنُ قلبٌ وضوءٌ حَواهْ

وما الحزنُ إلا سَليلُ الضياءِ
خَدينُ الظلامِ وَليدُ الرفاهْ

وما الحزنُ إلا وَثيقُ عُرىً
تَمنطَقَ وادىٍ يَئزُّ صداهْ

وما الحزنُ إلا ضَريبُ الدنا
وقد عرَبدتْ عندَهُ فى هَوَاهْ

وما الحزنُ إلا ضَجِيعُ الأنامِ
شَطِيرُ الصخورِ ..نَسِيبُ المِياهْ

ثَوى الحُزنُ في مُشرِفَاتِ التلاعِ
وتحتَ الرواسخِ أورى لَظَاهْ

رُوَيداً رُوَيداً سرى في الأَثيرِ
وسارَ بِهُزءٍ يَصُكُّ الجِباهْ

وفي الدَّيرِ صلَّى مَعَ التَّائِبينَ
وفي الحانِ سكرانُ يعصي الإلهْ

وفي الصّحوِ يمشي بدربِ المُنَى
وفى النومِ حُلمٌ ..حَكَى الإنتبَاهْ

وذا الحزنُ طوْقُ الحياةِ الكئيبُ
كسا عُنقَها ثم أَرخى رِدَاهْ

وذا الحزنُ طوقُ الحياةِ اللعُوبِ
طَوَى الخصَر منها . وَقَبَّلَ فَاه

وحتى السُرورَ دَنا الحُزنُ منهُ
تَقَصَّدَ بيتَ الرضا . فَأَتاهْ

فانْ سَارَ طَيفُ ففى الحزُنِ يخطو
وإما اْنزَوَى كَبَّلَتْهُ يَدَاهْ