صـوتُكِ والزمـنُ العنيــد - الطيب برير يوسف

وصَوتُكِ....
مِهْرَجَانُ مَدِيْنَةٍ
غَنَّتْ بِشَجْوِ النَّى...
كُورالِ الوَفَاءْ
لِصَبيَّةٍ رَسَمتْ حَنَانَ عُيُونِهَا..
جِسْرَاً لِنَبْضِ دَقِيقَةٍ
عَزَفَتْ بِلَحْنِ القَلْبِ...
جَوْهَرَةَ الغِنَاءْ
...
وصَوْتُكِ...
زَفَّةُ اللَّحْن الشَّجِيِّ
يُجَاذِبُ الإبْدَاعَ...
عَبْرَ كَمنْجَةٍ....
مَدَّتْ سُوَيْعَاتِ المَسَاءْ
وصَوْتُكِ شُرْفَة’’ الرُّؤيَا
لِبَوحِ قَصِيْدَةٍ
رَسَمتْ عَلى هَدَبِ التَّطلُّع...
فَوْ حَمَا مُلِئتْبِهِ رِئَة’’...
هَوَاءْ
وصَوْتُكِ قَرَّبَ الإحْسَاسَ
بَيْنَ مَدَاخِلِ الرُّؤيَا
يُشَكِّلُ زَهْرَةً مِن غُنَّةٍ
طَرَباً تُلامِسُ بُؤْرَةِ الشَّوقِ...
المُسَافِر بالندَاءْ
أَوْ يَرْتَدِي عُمْقَ اندِهَاشِ الحِسِّ
باللّون الّذي اخْتَصَرَ الكَلامَ
وعلَّمَ الضَّوَء اهتدَاءْ
وصَوْتُكِ...
بَسْمَة’’ شَرَعتْ تُلَمْلِمُ
ما تَنَاثر مِن حَدِيْثٍ...
غَازلَ الحُبَّ المَجيدْ
...
وصَوتُك يا ...
نَقَأءَ سَرِيْرَةٍ
لِلّذِِي فَتَحَ النَّوافِذَ
كَيْ يُبَاشِرَ وَمْضَةِ الأمَلِ المَدْيدْ
وصَوْتُكِ يا....
لِقَاءُ أَحِبَّةٍ
بِسِطُوا ردَاءَ الصَّبْرِ
مُذْ عَرَفُوا بأَنَّ اللَّيلْ...
يأتِي بَعْدَهُ صُبْح’’ جَدِيدْ
لَوْ كَانَ يَدرِي
صَوتُكِ الآتِي مِن التَّارِيخِ
عَبْرَ مَسَامِعِ الزَّمَنِ البَعِيدْ
لَوْ كَانَ يَدْرِي
ذلِكَ المَحفُوفُ بالأمَلِ
الَّذِي عَبَرَ الزّمَانَ...
تَطلُّعِاً لَصيَاغَةِ الإبْدَاعِ
والقَوْلِ السَّدِيدْ
...
لَوْ كَانَ يَدْرِي...
أَنَّنِي وسَّعْتُ مِطْرَقَتِي...
لْتُدْركَ أنَّ سْنَدَاتِي تَهيَّأَ...
كَيْ يُلامِسَ رفَّةِ الصَّوتِ النّشِيْد
إذْ طَوَّعَ الإصْغَاءَ
مِثْلَ نُجيْمَةٍ
سَهْرَتْ تَفُكّث ضَفِيرَةَ اللَّيلِ
الّذِي لَبِسَ التَّأمُّلَ
واقْتَفَى زَهْوَ الصَّدى....
لمَّا يُعِيدْ
يَا صَوْتُكِ الآتي...
لِفَضِّ رِسَالَةٍ
مِثْلَ ((الدُّعاش))...
تُوَزّعُ الأمَلَ..
الّذِي رَكِبَ الجَوَادَ
يُسَابِقُ الزّمَنَ العَنِيدْ.