وتخـــرجُ مِنك...إليكِ - الطيب برير يوسف

كُنْتَ نَشَازَاً جِدَّاً..
حِيْنَ مَدَدتَ الصَّوْتَ..
لِتَصْنَعَ بِالألْحَانِ...
نِدَاءَ الرَّقْصِ...
المُمْعِنِ فِي التَّأطِير لِنَغَمٍ سَافَرَ فِي الإيْحَاشِ
كُنْتَ ضَعِيفَاً جدَّاً..
حِيْنَ وَهَبْتَ الصَّحْو لْقُرْصِ النَّومِ...
لْيَمْنَحَ عَصَبكَ..
زَيْفَ هُدُوءٍ
دُونَكَ حُزْن’’ عَرَّشَ بالأكْبَادِ
وجَاشْ
وأَنْتَ الآنَ بِسُوحِ النّزَقِ
لْتَدْلِقَ كأسِاً في الأعصَاب..
لَعلّكَ تُفْرِغُ رَهَقَ الحُزنِ..
لِغَيبةِ وعيٍ..
تَعْبُرُ في الأوقَاتْ..
كُنْ ((أكْسِيَد)) الأمَلِ..
إذَا مَا اخْتَزل الحُزْنُ..
ضَياءَ الزّمَنِ
وبَاعَكَ قَلَقَاً...
لليلاتْ
كُنْ...يا أَنْتَ
كسَاحِلِ بَحْرٍ...
يَعْلَمُ أنَّ الشَّمسَ
سَتَأخُذُ عَذْب المَاءِ
وتُعْطِي ملحاً..للآتِينَ بِرَكبِ الحُزنِ..
...
هِبَاتْ
كُنْ..يا أنْتَ
كَما لَوْ كُنْتَ..تَكُونُ..
فَإنّي أَعْلَمُ أنَّ الأمَر سواء’’
حِيْنَ تُحَطَّمُ فِينَا...
نَخْوَ الذّات
*
رأَيْتُكَ تَخرُجُ مِنكَ...
إليكَ،
وتَرقُب – عَبْر ثُقُوبِ القَلَقِ-
رَحيلَ الأملِ
وَتنْزِع عَنْ أُذُنَيْكَ
حُدَاءَ الرَّاحِلِ للِمَجْهُولْ
خُذْ لِلْعَينِ غِطَاءَ الدّمْعِ
فَإنّكَ لَوْ جَاوَزْتَ اللَّيلَ
سَتُدْركُ أنَّ نَهَاركَ...
بَيَّن أَثَرَ الدَّربِ بِقَلبكَ
دُونَ أُفُول
قَدْ قِيلَ بأنَّ حِبَالَ الصَّبرِ
إذَا مَا وَلَجَتْ...
سَمَّ خِيَاطِ الحُزْنِ
سَيَشْهَدُ قَلْبُكَ فجرَ المُمْكِنِ...
والمأمُولْ
وأنَّ الرَّاحِلَ عَبْرَ مَسَامِكَ..
يَرْجعُ للتّكْوينِ
بِحَقّ جُزىءِ القَلْبِ
تَسَامَى شَارَةَ فَرَحٍ للآتِينْ
قَدْ قِيْلَ..
وأَنْتَ الآن تُغِيظُ الزَّمَنَ
بِجَمْع الضّدِّ..
وَترْصِدُ غُرَفَ القَلْبِ
لَعَلّكَ تَلْقَى مَا ضيَّعتَ قَدِيماً..
أَمَلاً غَادَرَ مُنْذُ سِنينْ
_______
يناير1993