ألَــقْ التَّـوقُّـــع - الطيب برير يوسف

ألَــقْ التَّـوقُّـــع
يا أَلَقَ التَّوَقُّعِ...
قَدْ أَكُونُ قَدَحْتُ زَنْدَكَ..
بِالْفُجَاءَةِ..
لَو تُحيكُ الصَّمتَ...
من نَوْلِ العَنَاءْ
...
قَصَائِداً...
صِيْغَتْ بِبَعْض الشَّوْقِ للآتي
المُخَبَّىءِ في ثَناياتِ الخَفاءْ
أَوَ كَانَ يَعْرُوني اشتهاءْ!؟
صَوْتِي تَدَحَرْجَ مِن نُويّةِ غُنَّتْى..
وتَأَمَّل الصَّاحِينَ عَقْلاً...
واسْتَعَدَّ...
وصَاحَ...لا..
إنَّى نَزَعْتُ عَنْ خَلَدِي
بَرَاءَةَ ما رُسِمْنَ عَلى عُيونِي...
غَفْلَةً
وعَرْفُتَها مِزَقُ المَدَائِنِ...
والعَنَاوينِ.. الرّياء
وغَمَسْتُ نَفْسِي...
-طَائِعاً- في هُوَّةٍ
صَهَرتْ مَنَاجِمِ عِزّتي
غطّت مَعَاني الكِبْرِيَاءْ...
أوَ كَانَ يَعْرُني اشْتِهَاءْ؟!
صَوْتِي تَدَحْرَجَ مِنْ نُويّةِ غُنَّتِى
وتأمَّلَ الصَّاحِينَ عَقْلاً
واسْتَعَدَّ...
كَانَتْ كَمَحْضِ دُعَابَةٍ...
عَبَثَتْ بِذَاكِرَتِي....
ولا مَسَتِ الدُّرُوبَ...
المُفْضِيَاتِ إلى الهَبَاءْ.
أوَّاهُ.. يا أَلَقَ التَّوَقُعِ.
يا بَهَاءْ...
...
قُلْ...
مَالَهُ هَذا الذي بَعَثَ الرُّؤى..
قَدْحَاً....
وعَلَّمَك الغِنَاءْ
أوَكَانْ يُعْجِزُهُ التَّنَازُل عَنْ مُجَانَبَتِي...
ويُشْعِلُ بَعْضَ أَنْسِجةِ الخُمولِ
تَنَاسُخَاً...
لِيَصيرَ مِنْ زَهْوِ الثَّنَاءْ
بَالُونةً..
خَفّتْ لِرَصْدِ الوَعْي
مِنْ شَمْسِ الحَقَائِقِ...
فاعْتراها الزَّهْوُ...
لها الرّثاءْ
أَوَ كان يَعْرُوني اشْتِهَاءُ؟!
صَوْتي تَدَحْرَجَ مِنْ نُويّةِ غُنَّتي
وتأمَّلَ الصَّاحِينَ عَقْلاً
واسْتَعَدَّ..
وصَاحَ لا....
*
ظَنِّي يَجُوسُ....
مُرَتّباً صَمْتِي...
يُثَرْثرُ
مِثْلَ أُغْنِيةً تَسَامَتْ...
لِلسَّمَاءِ تَسَامَقَتْ
وتَكَفَّلَتْ بالرَّاحَةِ العُظْمَى
وآلاءِ العَطَاءْ...
ودَّعْتُهُ الآنَ الكَلامَ...
تَرَكْتُهُ...
ورسَمْتُ في عَصَبِ العُيُونِ إشَارَتي
أَوَ تَرْتَجي هَذا النَّقَاءْ...
يا أَنْتَ...
يا أَلَفَ التَّوَقُّعِ...
يا ثَرَاءْ
قَرِّب..
وهَأتِ الرَّنَدَ في كَنَفِ النَّماءْ
مِفَتَاحُ قَلْبي.. فَوْحُهُ
هذا...
وإنْ عَمَّدْتَنِي...
بَارِكْ تَلاقُحَ فْكْرَتي
لِمَيَاسِمِ الفِكَرِ الخُواءْ
أَوَ كان يَعْرُونِي اشْتِهَاءْ...
صَوْتي تَدَحْرَجَ مَن نُويّةِ غُنَّتِي
وتأَمَّل الصَّاحِينَ عَقْلاً...
واسْتَعَدَّ..
وصَاحَ: لا.
_________
نوفمبر 1992