عشيقة الفنون - حسن عباس صبحي

زوبعة من الحسن
يالها من زوبعة
خطواتها النارية الموقعة
تنوش ألف سهم في القلوب الجائعة
ثوراتها المحمومة المفزعّة
تدغدغ الوجدان تقلق الفكر
دورة فدورة فدورة
واذا المكان كله طرب
دورة فدورة فدورة
واذا المكان كله صخب
دورة فدورة فدورة
واذا المكان كله لهب
كومضة بارقة زفّت لنا الصور
معشوقة النجوم والقمر
وأنفض بعد أنسها سمر
وماتت الألحان في برودة الوتر
وأنشقت الصدور عنآهاتها وخيم السكون
وفي محاجر العيون
تجمد الأسى
يا أخت روحي
يا عشيقة الفنون
أواه حينما يخيم السكون
وتعتري الأرواح رعشة المنون
وحينما تغيب عن مسامع السمار
معزوفة الأرغول والأوتار
أواه حين تطل من حبيبة الفؤاد
جراحنا سوداء في الحداد
يا أخت روحي يا عشيقة الفنون
لا تعجبي إن هزني الحنان
يا أخت روحي إننا سيان
نذوب في الأسى ونجرع الأحزان
والليل شاهد على الجراح والألم
على حياتنا التي تضيع في العدم
لكنني ما زلت أرقب النجيمة الزهراء
تلك التي تزين جبهة السماء
بالحب والسلام والصفاء
لعلني يوماً أصوغ عشي الجديد
من سوسن القلوب والضياء والشعور
ومن ضفائر الألحان والأزهار والبلور
وربما يأتي غد بفارس أمير
يضم قلبك المؤرق الكسير
يزيل عنك لوعة الأسى المرير
يا أخت روحي يا عشيقة الفنون