الأم - موسى زغيب

يا أمي بْعِيدِك البِيشعّ زِيني
بقِصّة ماضيه بِتْذكِّريني

قِصّه من الدّني أجْمَل و أروع
أنا رَح قُولها و إنتي اسمعيني

إجَا بِــالأمس مِستَعمِرُ و فَظّع
بهَوني أرض ما فيها سَكيني

و صار من الصبايا بنَات يجمَع
وقِف ضِدّو فَتى مِن غَير طِيني

غضب هالظالمِ الوجّو مقَنّع
و بَعَتلو جَيش بِيغَرِّق سَفيني

و لمّا ما لَقى هالعَقِل ضيّع
و أخَد أمُّو بَدَل عَنّو رَهيني

قَلها عِنقِك بهالسَّيف بِقطَع
يَمّا وين إبنِك خَبِّرِيني

ما قالِتلو قَتَلها وضَل يِطمَع
بمَقتَل ابنها و صارِت دَفيني

و بلَيلِة ابنها الغافي بيِقشَع
بِنَومو صُورَة الأم الأميني

بِتِصرخلُو يا إبني قُوم إسرَع
عاقَبري فَرشتَك خِطرَة و حَزيني

وَعِي دِغري و قَبل ما الفَجر يِطلَع
حِمِل للأم وردي و ياسمِيني

و قَصَدها وراح حدّ الباب يِركَع
بِحَسرَة و قال جِيت استَقبليني

يا أمي لو مَلاك المَوت يِقنَع
قَسَم ما بَينِك و بَيني سنِيني

أنا السَّبَب في مَوتِكِ المِروع
أنا خَاطي بْحَقِّك سامحيني

حكي صَوتِ الحَنُونة وقال إسمع
يا إبني و لا بَقا تِجرَح حَنيني

دخيلَك لا بَقا عالبَيت تِرجَع
لأنّو الظَّالم احْتَل المَديني

و شَعّل فَرشتَك و البيت زَعْزَع
و لَولَا منِ الغَفَا تْهزَّك يَميني

كان جدّد بِقلبي جِرح أروع
من الجِرح المعَلَّم عاجْبِيني

عِرِف سِرّ الحَقيقة و صَار يِدمَع
بحَسرَة و قال يا أمّي ارحميني

عليّي سَاهرَه في كُل مَوضِع
كأنّو الربّ وَدّاكي مَلاكي