عباءة الزيف - نبيلة الخطيب

انزعْ عباءتكَ الثمينةَ
إنْ جلستَ إليّ
إني..
ليسَ يُغريني الدمَقسُ
أيقنتُ أنّ النفسَ
إنْ عَرِيَتْ
فليس الثوبُ يكسو
واعلمْ بأني
لا أبالي..
إنْ رضيتَ
وإن غضبتَ
وأنه سيّان عندي
إنْ غدوتَ ترقّ
أو أمسيتَ تقسو
أبصرتُ وجهَك ذات يومٍ
كان للرائين وَضاءً بهيّا
خَفّتْ إليكَ النفسُ
حين رأت سناً
تاقتْ له روحي مليّا
لكنني لمّا اقتربتُ
وأدركَتْ فيّ البصيرةُ
ما اختفى عن ناظريّا
أيقنتُ أنّ الوهم ضللني
وأني ما رأيتُ الأمسَ شيّا
فإذا التي ائتلفتْ
من الأرواح
قد باتت شتاتا
وإذا بمائكمُ أجاجٌ
لا كما خلناه رقراقاً فراتا
والحُبّ إذ جفّتْ
عروقُ الروح
في الأوصال…
ماتا
إني أرى الأهرامَ
عاليةً تُباري الريح
شامخة المناظرْ
لكنها…
سُكّانُها موتى
وليست في عداد المُنشآت
سوى مقابر..
ما كل مَن وضع العمامة
صار شيخا
فلرُبّ دَوحٍ
عندما تسعى إلى أفيائه
تلقاهُ فخّا
ولرُبّ أنثى استبشرَتْ
لّما تعاظَمَ حَملُها
فإذا الذي ألقته مِسخا
النفسُ مُظلمةٌ
فقم .. أصلحْ قناديلَ الرؤى
كيف الدليلُ يكونُ أعمى؟
والدربُ ذو شُعَبٍ
وهذا الليل في الأرض ادْلَهمّا
الريحُ عاصفةٌ
ومن ضلّ اتجاه الريح
لا يفردْ شراعاً في الأفُق
ماذا لو التمّتْ عليكَ الريحُ
والأمواجُ…
والليلُ البهيمُ
وكل أسباب الغرَق؟
ارجعْ…
فليسَ هناكَ مِن أحَدٍ
يردّ التائهينَ
إلى المرافئْ
ارجعْ إلى بَرّ الأمانْ
حيثُ المنائرُ
ساهداتُ الطرْف
أعياها الأرقْ
ارجعْ إليكْ
وابحث بنفسكَ
في خفايا الروح
عن خيط الألَق.
1996م