رأس بوذا - نبيلة الخطيب

مفارقات.. بوذا..وشهيد لفظ أنفاسه الأخيرة على ثرى أرض النبوّات
قد كان أسكنَ ما يكون
وترَجّلَ الومضُ المسافرُ في العيون
العالَمُ المهمومُ معنيٌّ
برَدِّ الضيم عن بوذا
بوذا..
أيا رمزَ العراقة والوقار
إنْ حطّموكَ..
فمن سيرعى بَعد وجهك
في بلاد التين والزيتون
تلكَ الأضحيات؟
من ذا يردُّ الضيمَ عن بوذا..
ويرشقُ وجهَ هذا الكون بالناموس؟
ولمن سأنذرُ
بعد هذا اليوم
يا بوذا قرابيني؟
ولمن سأسقي
بعد موتك
فيضَ ما نزّتْ شراييني؟
قد باتَ أسكنَ ما يكون
نزعَ الطبيبُ قميصه
حقلٌ تماثلَ للذبول
وترجرجَتْ أضلاعُه
وتضاءل النفَسُ الضعيفُ
كأنه جيش تراجعَ مثخَناً
قبل انتهاء المعركة
وتَحلّقوا..
القلبُ أوهنُ من صدى حُلمٍ بعيد
لم يبقَ من دمه
سوى ريحٍ شهيٍّ
نزّه عَرَقُ الوريد
لم ينتبه أحدٌ له
فالكل مشغولٌ ببوذا
العُذرَ يا بوذا..
سأشجبُ ما حييت
فكيف يُهتَكُ سِترُ بوذا
هكذا ببساطةٍ
كصبيّةٍ بوسنيّةٍ
باتت بلا أهلٍ ومأوى؟
كيف تُفقأ عينُ بوذا؟
كيف يسقطُ رأسُ بوذا
مثل أطفال الحجارةِ
في التراب؟
للحقِّ يا بوذا..
أرى زمناً
به تعوي الأيائلُ
بينما تثغو الذئاب ..