أهذا الصبح..؟ - نبيلة الخطيب

أهذا الصبحُ أعْنقَ واشْرَأبّا؟
وصَبّ النورَ من فودَيهِ صَبّا

أم الإصباحُ بعضٌ من خيالٍ
كنجمٍ يقطعُ الديجورَ شُهْبَا؟

لئن مرّت بنا أطيافُ حلْمٍ
تمادى النومُ للأحلامِ حَجْبا

تهدلت الدوالي في حنيني
وغبتُ بفيئها روحاً وقلبا

وناداني صدى الأيام وجداً
تصَبّبَ في دمي شوقٌ ولبّى

أمَنّي النفسَ طيفاً من سلامٍ
ولكنّ السلامَ أبى وجُبّا

إذا نطقَ الشهادةَ لي رجاءٌ
تَشَمّرَ ألفُ بؤسٍ بي فيصبا

وعسكرَ في عروقي ألفُ جيشٍ
وأعلنها وجيبُ القلبِ حَربا

بنو قومي الخصومُ وهم رجائي
أما سمّاهمُ التاريخُ عُرْبا؟

ألا ويحَ العروبة كيف أمستْ
من الأوصاف بين الناس سَبّا؟

أما كانت تُجَمّعُنا لفيفاً ؟
ذوي رحمٍ مُوَثّقةٍ وقربى

علامَ إذن قطَعنا كلّ عِرْقٍ؟
وفرّقنا الرؤى شرقاً وغربا

سقانا البينُ أكؤسَه عَذاباً
وكم كنا نُرَجّي الوصلَ عَذبا

تُعلّقنا نهاياتُ القوافي
بعُمرٍ يقطعُ الأيامَ خَبا

نصبتُ على ذرى الإسلام صوتي
ولكن عاصفُ التشتيت هَبّا

أصيخوا: إنّ للأقصى أنيناً
روى عن كبوَةٍ فينا ونبّا

لو انّ البيدَ ذات صدىً لدوّتْ
برجعٍ يفلقُ الأكبادَ نَحْبا

تعاتبنا جراحٌ نازفاتٌ
ولكن لم نعد نندى لعُتبى

لئن فاضت مكاييلُ التمادي
نهبّ لنصرة المظلوم "شجبا"

ننمّقُ ذلك الشجبَ احتراساً
فيُكسى من حرير اللطفِ ثوبا

ننادي بانضباط النفس ذلاً
فبات لنا على الأيام دأبا

ونرضى بالدّنيّة دون قيدٍ
وطوعاً قد حَذفنا بندَ "نأبى"

هي الأمجادُ ماضٍ ليس إلا
نلوذ بفيئها ونتيه عُجْبا

كما حَطبٍ تفحّمَ في الأثافي
يباهي نارَها أنْ كان رَطبا

لعَمْرُ الله إنّ الظلمَ قاسٍ
وأقسى منه أن نرضاه شِرْبا

ونحنُ القادرونَ لو اجتمعنا
لرحنا نغبق الأمجادَ عَبّا

وأعنقَ صبحُنا حتى اشرأبّا
وصبّ النورَ من فوديه صَبّا.

2008/4/1