المجد لي - نبيلة الخطيب

خمسون جرحاً
نخّرت عظمي
ولكن…
ما تثلّمت الأواصرُ
في عروقي
خمسون نزفاً
ما نضبتُ
وما ترمّد بي حريقي
أطفأتَ قنديلي؟
تَجسّد في شراييني اللهبْ
أسقيتُني للكرْم
إذ “كوَّعتُ” في ظل الدوالي
كي أضيءَ لخطوةِ الأيامِ شمسا
فاستلهمَتني في عناقيد العنبْ
واستنسَختني للذرى نفساً فنفسا
لله أمي
عندما ضَمّت إلى الصدر الفجيعةَ
زغردت الله أكبر
ما أعزك يا وطن
الله أكبر
كم تهون الروح قرباناً
وما أبهى الكفن
المجد للدمع الذي كفّته أمي
المجد للبيت العتيق
وللفناء..
للقلب مسّته المضرة
وهو يهفو للمسرة
والروح جمرة
كانت تجوس الريحُ روحي
كنت أبلعُ خنجراً
حدَّاهُ أمضى من نِصال البرق
تُعمل في الرقاب الدهم
تنهمر السماء
في كل يومٍ
تستفيق على المواجع كربلاء
تباً لأقبية الضباب
تباً لغربانٍ تنادي بالخراب
زَفوا البغايا للبغاء
وتشكّل الطاغوت في رحم القطيعة
خمسون عاماً
تتوحّمين على دم الأطفال
والفجر الزلال
أنجبتِ أبناءَ الأفاعي
واحترفتِ الغدر
والأمنَ المحال
نبذَتك ذاكرة المكان
وطرزتني مثل وشمٍ
في زنود أبي وأمي
هل كان “للاوي”
غريبِ الوجه
يوماً في يبوسْ
إلا كما في كعبةٍ الرحمن
من حقٍ
لنيرانِ المجوس؟
المجدُ للأبقى
وإنّ المجدَ لي
والأرض لي
والدار لي
والقدس لي
المجد لي ..المجد لي.
1998