طفولة - نبيلة الخطيب

غالبتُ النومَ على حِجرك
ومددتُ يدي
أتلمّسُ وهجَ النبضة
في صدرك
ردّدتُ ترانيمَ جَنانك
واستسلمَ قلبي لحنانك
وتهادتْ روحي
من سكرتها
في ملكوتٍ
من عطرك
مَن أودعَ وجهَك هذا البِشْر؟!
من عَلّم طَرْفكَ
فنّ الشعر؟!
من أين لصوتك
هذا الدفء الآسرُ والسّحر؟!
كنتُ أروّضُ
صهوات الأمواج المجنونة
لا أخشى اللجة
فلماذا بَرّكَ يُغرقني
ويُسَلّمني لدوار البحر؟!
تصهرني جذوةُ نيرانك
أشكو لنوارس شطآنك
آتيك وقلبي مضطربٌ
جسمي مرتعشٌ
أعلم أني لم أذنب
لكني بسذاجة طفلٍ
أتوسّلُ مِنّة غفرانك!
حَذرٌ سَيّجني
من جهة الممنوع الرائع
يقصيني عنك
وصهيلٌ يطوي
كل مساحات
رزان الروح الظمأى
ليفرّ إليك
فامنحني لحظة ميلادي
حين يفورُ صهيلُ جيادي
كي أغدوَ منك
خبّأتُ سنيني بلياليها
لأغنيها…
شوقاً وحنيناً
بين يديك
ونذرتُ غراسي
كي أهديها
حين يذوبُ السُكّر فيها
لحقول البهجة
في عينيك
يا طفلاً…
حين أناغيهِ
وأناجيهِ
ترحلُ أحزاني
عن عمري
والبهجةُ في الروح تحِلّ
وإذا ما أقبَلَ مبتسماً
تتمايلُ جذلى أزهاري
فتبعثر خجلي ووقاري
والضحكة موسيقى تعلو
أنسى نفسي
أنسى اللحظة
أنسى أمسي
وأطيرُ إليهِ
أطوّقهُ وأعانقه
أقسمُ أني في ساعتها
لا أدري…
مَن منّا الطفلُ!